في نهاية الأسبوع الماضي، تجددت موجة العمليات الإرهابية في القدس ومدن الضفة الغربية. وتتميز هذه الموجة الإرهابية ومحاولات تنفيذ العمليات بدلالات تشبه دلالات موجة الإرهاب السابقة، التي أسماها الفلسطينيون “انتفاضة القدس” والتي بدأت في فترة الأعياد في العام الماضي (2015).
نفذ كل أولئك الشبان، الذين قرروا تنفيذ عمليات طعن أو دهس تلك العمليات بناء على مبادرة ذاتية لم تتضمن توجيها، وارتكبوها بالقرب من مناطق سكناهم. ويبدو أن غالبيتهم هم أقرباء لمرتكبي عمليات آخرين، في موجة العمليات الإرهابية الحالية أو السابقة، أو من العائلة ذاتها.

فعلى سبيل المثال، الشاب عيسى طرايرة البالغ من العمر 16 عاما، حاول تنفيذ عملية طعن، البارحة (الثلاثاء)، فطعن جنديا إسرائيليا خلال عملية التفتيش عند مدخل قرية بني نعيم لذلك تم إطلاق الرصاص عليه مما أدى إلى وفاته. ينتمي الطرايرة، الذي يعمل والده ضابطا في أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، إلى العائلة ذاتها التي ينتمي إليها أيضا الشاب محمد طرايرة، الذي قتل الشابة هيلل أريئيل في كريات أربع في شهر حزيران من هذا العام.
وقد تم قبل نحو أسبوع، بتاريخ 16 أيلول، إحباط عملية دهس قرب كريات أربع. أطلقت قوات الجيش النيران على شخصيْن كانا جالسيْن في سيارة، وهما شاب وشابة مخطوبان، في الـ 17 من عمرهما، من قرية بني نعيم في منطقة الخليل. لذلك مات السائق فراس خضّور فورا بينما كانت إصابة خطيبته، رغد خضّور، بالغة.
حاولت شقيقة رغد، قبل نحو شهرين، تنفيذ عملية مشابهة. وقد حاولت الأخت، التي أصبحت حاملا من خلال علاقتها بشاب خارج إطار الزواج، أن تُنفذ العملية على ما يبدو على هذه الخلفية.

واجتاز بهاء الدين عودة، فلسطيني في الـ 20 من عمره، يوم الأحد الجدار في مستوطنة إفرات وطعن ضابطا كبيرا. فأُصيب الضابط إصابة تراوحت بين متوسطة حتى بالغة. جاء عودة، الذي أصيب في رأسه بإصابة خطيرة، من قرية فلسطينية مجاورة لمستوطنة إفرات. اجتاح الجيش الإسرائيلي، بعد فترة وجيزة من العملية، بيت مُنفذ العملية ووفقًا لما ذكره فلسطينيون، قام الجيش بتفتيش البيت والتحقيق مع أفراد عائلته.
حاول البارحة (الثلاثاء) في ساعات الظهر، مهند الرجبي، 21 عامًا، وأمير الرجبي، 17 عامًا، من الخليل تنفيذ عملية طعن عند الحرم الإبراهيمي وتم التصدي لهما وقتلهما. وذلك بعد أن لاحظ الجنود تقدمهما من الحرم الإبراهيمي بينما يرفعان سكينان فقاموا بإطلاق النار عليهما. الشابان هما قريبان، وهما ابنا عم المهاجم محمد الرجبي، الذي حاول طعن جنود عند مفترق جيلبر في الخليل يوم الجمعة الماضي. وكانت عائلتهما قد صرّحت للصحيفة الفلسطينية “دنيا الوطن” أنها تعتقد أنهما نفذا العملية انتقاما لموت ابن عمهما.
ويمكن، من خلال فحص عيني، الاستنتاج أن الشبان الفلسطينيين الذين يقومون بموجة العمليات الإرهابية الحالية يُحركهم دافع الانتقام ولا يتلقون توجيها من الفصائل الكبيرة ولا يعلم أفراد عائلاتهم وأقاربهم بنواياهم.