أثار احتجاج ضد بضع أمهات مرضعات، لم يوافقن على تلقي ملاحظات لكونهن أرضعن أطفالهن على الملأ، ضجة في شبكات التواصل الاجتماعي في إسرائيل. في أعقاب عدد من اللقاءات المربكة بين نساء مرضعات مع أفراد الأمن وأصحاب المصالح الذين طلبوا أخذ الرضيع والانصراف، أقامت أولئك النساء مجموعة فيس بوك تُدعى “إرضاع على الملأ”. وقد وضعن نساء المجموعة هدفًا نصب أعينهن وهو زيادة الوعي وتقليل المس بالنساء المرضعات في المجالات العامة، عن طريق نشاطات مثل تبديل صورة البروفيل وحتى إقامة ورديات إرضاع في مختلف أنحاء البلاد.
وقد حظي هذا الموضوع بدفعة وتعاون واسع النطاق من قبل نساء كثيرات، اعترفن أنهن عانين من مثل هذا التعامل المهين سابقًا حين أرضعن أطفالهن على الملأ. ناهيك عن أن المجموعة الجديدة تمتلئ يومًا بعد يوم بعشرات الداعمات الأخريات، فإن مجموعات فيس بوك قديمة أخرى لأمهات شابات تدير نقاشًا حامي الوطيس، وهو ينجح في جر ردود فعل من أمهات يعارضن الإرضاع العلني.
يدعي كثيرون أنه من غير المريح لهم أن يروا ثديين عاريين على الملأ لنساء غريبات، وأن هذا يربكهم (وهناك من يدعي حتى أنه مقرف)، من جهة. ومن جهة أخرى تشرح الأمهات أنه عندما يكون الرضيع جائعًا ويأخذ بالبكاء من أجل الأكل، لا مفر من إخراج الثدي والإرضاع، ولا يتوفر لديهن دائمًا ذلك الغطاء الملائم. وثمة أمر آخر – من يضايقه هذا الأمر، لا يجدر به أن يحدق بعينيه.
ولكن هذا النقاش المؤدب خرج كل حيّز، وانتشر في مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في حقل من الأشواك، الأمر الذي أدى إلى ظهور “ميمات” (Memes) رسوم كاريكاتير، نكت وتلميحات، وفي معظم الأحيان على حساب النساء المرضعات، ولكنه أحيانًا يقف في صفهن. وقد شوهدت في أحد “الميمات” صور لتلك المرأة، وفي كل صورة ينخفض الحد السفلي ويظهر جزءًا آخر من عُريها، وكُتب فيه “جميل، مغرٍ، أكثر إغراءً..” وفي الصورة الأخيرة يتم كشف جزء أكبر ويتضح أن الحديث يجري عن امرأة ترضع طفلا، وعندها كُتب عليها “مقرف”.
وقد كُتب في أحد الستاتوسات بسخرية حادة: “عذرًا سيدتي ولكن لا يمكنك أن ترضعي هنا. هذا مكان عام وأنت تخالفين القواعد الأخلاقية التي يستند إليها مجتمعنا حيث الثديين معدّين لبيع ماركات البيرا والسيارات الفاخرة، وليس بهدف إطعام طفلك”.