أثارت مقالة رأي نُشرت قبل بضعة أيام في موقع MAKO الإسرائيلي، نقاشا في شبكات التواصل الاجتماعي، بين الرجال والنساء وبين الرجال أنفسهم. وردت تساؤلات في المقال الذي تناول ظاهرة الـ MeToo# حول إذا كانت الفرضية أن كل النساء قد تعرضن لتحرشات جنسية في مرحلة معينة من حياتهن صحيحة، وإذا كان كل الرجال متحرشين جنسيين؟
“في الأسبوع الماضي، قرأت عشرات الاعترافات التي صرحت بها نساء تعرضن لتحرشات جنسية. قرأت قصصا حول تحرشات جنسية في أماكن العمل، الشارع، الحافلات، المدارس، صناديق المرضى، الحوانيت، وفي كل مكان. قرأت قصصا كثيرة تحدثت فيها نساء عن تحرشات جنسية، بدءا من التحرش الكلامي وانتهاء بالاغتصاب. جاء في المقالة أن كل التحرشات الجنسية، التي تحدث في كل الأجيال مرفوضة. من الصعب معرفة أن الرجل هو جزء من مجموعة رجال متحرشين جنسيين، حتى إذا كان متأكدا أنه لم يتحرش جنسيا. ولكن من الأصعب أن يكون الإنسان هو المتحرش به جنسيا. من الصعب قراءة كل هذه القصص. يجب التفكير كيف يمكن العيش مع هذه القصص.
يمكن أن نتحدث عن ما لا نهاية من القصص ونقدم تفسيرات وذرائع. ربما هنا يكمن عدم الفهم، لأنه لم يكن هناك هدفا للتحرش جنسيا. ولكن في نهاية المطاف، يجب مواجهة الحقيقة، المثيرة للاشمئزاز: “تعرضت كل امرأة في إسرائيل إلى تحرش جنسي. كل النساء.
عليكم التفكير بهذه الحقيقة، وبكل النساء. التفكير في والدتكم، أختكم، قريبات عائلتكم، صديقاتكم، زوجاتكم سابقا، عاملات الصندوق في المتاجر، السائقات في الطرقات، وكل امرأة في الشارع. بكل النساء. لا يُعقل هذا الوضع.
كم من الرجال هم متحرشون جنسيا؟ لا أعرف. ليس كل الرجال طبعا، صحيح؟
ولكن ربما نعم؟ ربما كل واحد مننا تحرش مرة واحدة، دون قصد؟ ربما ذكرنا أقوالا غير ملائمة، لمسنا مناطق حساسة، اقتربنا أكثر مما يجب من الآخرين، لم نصغ عندما قيل لنا “لا”. إذا كانت هناك امرأة تعتقد أنني تحرشت بها، فليس من المهم إذا كانت تعتقد أنها لم تفهم نواياي. هناك حقيقة أنها تعرضت لتحرش جنسي. وإذا تعرضت لتحرش، فأنا المتحرش. وإذا لم أكن المذنب، فأنا المسؤول. أنا وحدي. إذا كنت لا أريد أن أتحرش جنسيا علي الإصغاء أولا”.
أثارت المقالة ردود فعل رجال يدعون أن كاتب المقالة، نيف شتندل، يتحدث عن نفسه فقط، ولا يحق له أن يجعل كل الرجال متحرشين جنسيا. كتب أحد القراء: “أن تجعل كل الرجال متحرشين محتملين أو حيوانات مفترشة تنتظر فريستها، أمر مرفوض. لم أتحرش بالنساء أبدا، ولن أتحرش بهن في المستقبل على ما يبدو. لهذا ليس كل الرجال متحرشين جنسيا. لا إطلاقا”.