تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن هناك فرصة للتوصل إلى ترتيبات طويلة الأمد مع حماس في قطاع غزة، هذا ما نُشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية البارحة (الثلاثاء). يعتقد مسؤولون في الجيش الإسرائيلي، وفقًا للتقارير المنشورة، أن حركة حماس “مخنوقة” في غزة، وتخشى من حدوث انهيار كبير قد يهدد كيانها.
ليس هناك ما يمنع الآن، وفق جهات في الجيش الإسرائيلي، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، طويل الأمد مع حماس، ويتضمن إنشاء ميناء بحري في قطاع غزة. رُبما هناك حاجة إلى بلورة اتفاق يتضمن إنشاء ميناء بحري إلى جانب اتفاق مصالحة مع تركيا، إذ أن التفاوض بشأنه قد أصبح في مراحله المُتقدمة. يدعم الجيش، وفقًا للتقارير الإسرائيلية، إنشاء ميناء بحري من شأنه أن يُحسن وضع سكان غزة.
نشر الشاباك، في خضم ذلك، هذا الأسبوع، مُعطيات الهجمات ضد الإسرائيليين في الضفة الغربية وغزة، ويتضح منها فيما يتعلق بقطاع غزة، أن سنة 2015 في قطاع غزة كانت إحدى السنوات الهادئة التي شهدتها المنطقة وانتهت من دون وقوع ضحايا من الجانب الإسرائيلي. وهناك استنتاج في إسرائيل أن هذه المُعطيات تدل على أن تأثير حرب صيف 2014 لا يزال حاضرًا في ذهن المُسلحين في غزة وأن الردع الإسرائيلي ملحوظ.
إلا أنه على الرغم من ذلك لا يمكن لإسرائيل أن تكون مرتاحة البال. وقد ذكّر انهيار الخنادق حول غزة الكثيرين في إسرائيل أن الجهود الحربية لدى حركة حماس، الخاصة بالتسلح، لم تتوقف للحظة، بما في ذلك صناعة الصواريخ والطائرات من دون طيار. إذًا فإن الهدوء الحالي لا يدل على ما يخفيه المستقبل.
أظهر الإسرائيليون، بالمقابل، قلقًا كبيرًا من مُعطيات الهجمات التي تتعلق بالضفة الغربية. يظهر من خلال المُعطيات التي نشرها الشاباك أن الأحداث العنيفة في الضفة الغربية تزداد عامًا بعد عام منذ 2011. ففي العام 2011، حدثت 300 عملية اعتداء ضد الإسرائيليين في الضفة الغربية، وفي العام 2012 نفذت 600 عملية، وفي العام 2013، وقعت 1200 عملية، وفي العام 2014 – 2015 حدثت في كل منهما 1800 عملية.
بناءً على ذلك، حتى وإن نجحت إسرائيل في ترتيب الأمور على حدود غزة، ستستمر حماس في محاولاتها لتأجيج نار الانتفاضة في الضفة الغربية. وإن لم تضعف نيران الانتفاضة في الضفة الغربية فهناك احتمال متزايد لخطر عودة غزة أيضًا إلى دائرة العنف من جديد.