بعد 5 سنوات من تفجّر “فضيحة هرباز” في إسرائيل من المتوقع أن يعلن المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية عن إغلاق ملف التحقيق ضدّ رئيس الأركان الأسبق جابي أشكنازي. وفي هذه الأثناء، تدور الشائعات في إسرائيل حول دخوله للسياسة. إلى أين سيتّجه أشكنازي؟
ولم يفصح أشكنازي من جهته عن معلومات كثيرة بخصوص برامجه السياسية ولكن هناك من ينتظره. قال عضو البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، يائير لبيد، مؤخرا بأنّه سيسعد إذا قرر أشكنازي الانضمام إلى حزبه “هناك مستقبل”: “من المهم جدا أنّ يأتي أشخاص مثله إلى السياسة، وسأسعد بأن ينضمّ إلى “هناك مستقبل”. إذا برّأه النظام القضائي فسأكون سعيدا. الدولة بحاجة إلى أشخاص مثل هؤلاء في مناصب رئيسية”. وأعرب لواء الاحتياط الإسرائيلي إليعزر شتيرن، صديق أشكنازي، هو أيضًا عن أمله بأنّ ينضمّ أشكنازي إلى حزب “هناك مستقبل”: “أنا أثق بجابي أشكنازي بأنّه شخص من المناسب أن يكون قائدا في البلاد، قاموا بإفشاله بشكل مستهدف”.
من جهة أخرى، يتلمّس مقرّبو أشكنازي بحسب تقارير منذ شهور طويلة طريقه نحو قيادة حزب العمل الإسرائيلي. يدّعي محلّلون سياسيّون أنّ أشكنازي سيختار تحديدا حزب العمل. يقول هذا الرأي إنّه لن يكون من الصعب على أشكنازي أن يتقدّم في حزب العمل الإسرائيلي الآن بعد فشل عضو الكنيست يتسحاق (بوجي) هرتسوغ في الانتخابات الأخيرة، وبأنّه لو كان لدى أشكنازي طموح عالٍ – فإنّ الطريق إلى رئاسة حكومة إسرائيلي تمرّ عن طريق المركز الأول في حزب كبير، ومن ثمّ فإنّ الخيار الوحيد أمامه هو حزب العمل.
وقد أثار الكشف عن وثيقة هاربز عاصفة كبيرة جدّا في إسرائيل قبل خمس سنوات. وهي وثيقة تضمّنت أوامر لبناء صورة إيجابية لمن كان حينذاك مرشّحا ليكون رئيس الأركان الإسرائيلي، الوزير الإسرائيلي يوآف غالنت. ووردت في الوثيقة طرق عمل تؤدي إلى تعيين غالنت في منصب رئيس الأركان. وبعد الفحص تبيّن أنّه تمّ تزوير الوثيقة من قبل شخص يدعى بوعاز هرباز، وهو ضابط احتياط في الجيش الإسرائيلي. كُتبت الوثيقة في فترة جرى فيها توتر بين وزير الدفاع الإسرائيلي حينذاك، إيهود باراك، ومكتب رئيس الأركان حينذاك – جابي أشكنازي. اشتبه كلا الطرفين أحدهما بالآخر بأن تكون الوثيقة قد كُتبت بأوامر من الطرف الآخر. بعد أن تبيّن كذب هرباز في فحص جهاز كشف الكذب والذي سئل فيه إذا ما كان قد كتب الوثيقة وحده، بدأت التخمينات حول من ساعده في وضع الوثيقة.
خلال عام 2014 تم التحقيق بحذر مع جابي أشكنازي وزوجته رونيت بعد أن قرّر المستشار القضائي في الحكومة الإسرائيلية التحقيق جنائيا مع المشاركين في فضيحة هرباز وليس فقط مع هرباز نفسه. قرّرت الشرطة محاكمة أشكنازي ومسؤولين آخرين كانوا على اتصال به. وقد نُشر قبل أيام عن نية المستشار القضائي للحكومة بإغلاق ملف التحقيق ضدّ أشكنازي. ردّ غالنت بشدّة وأعرب عن نيّته بالعمل ضدّ إغلاق الملف.
وأثارت هذه الفضيحة اهتماما في إسرائيل وحظيت بإشارات عدّة في برامج التلفزيون. ومن بينها البرنامج التلفزيوني “بلاد رائعة”، والذي حاكى فيه الممثّل “آسي كوهين” أشكنازي وأوجد له شخصية رجل عسكري صاخب كان قد أضحكت الكثيرين.