بعد نحو نصف سنة، في شهر تموز من العام 2014، ستنتهي ولاية الرئيس شمعون بيريس، التي استمرت سبع سنوات، غير أنه يبدو أن بيريس ليس معنيًا بالابتعاد عن الحياة الجماهيرية بسرعة. تم الإعلان في نهاية الأسبوع الأخير، في القناة الأولى ، عن أن الرئيس، البالغ من العمر 90 عامًا، يقول في محادثات مغلقة أنه لا ينوي اعتزال النشاطات الجماهيرية عند نهاية ولايته كرئيس.
وفقًا للقانون الإسرائيلي، تقتصر ولاية الرئيس على مدة سبع سنوات، ولكن التقديرات أن الرئيس بيريس معنيّ بالتوجه إلى الكنيست وتعديل القانون حيث يتيح له متابعة ولايته سنة إضافية. بما أن الحديث يجري عن قانون أساس (بمثابة قانون دستوري)، قد يثير هذا التغيير انتقادًا ويواجه صعوبات، على الرغم من حقيقة وجود إجماع على أن بيريس يقوم بدوره كرئيس بشكل جيد ويمثل دولة إسرائيل ومواطنيها بكرامة.
قد تظهر معارضة أخرى لمتابعة ولاية بيريس من الجانب اليمني في الخارطة السياسية، وذلك لأن بيريس محسوب على اليسار الإسرائيلي ويعمل من أجل السلام وإقامة دولة فلسطينية، بما يتعارض وموقف الحكومة أحيانًا.
ربما هذا هو السبب للإعلان عن أن الرئيس بيريس ينوي العودة إلى الحلبة السياسية وإقامة حزب جديد على ما يبدو. في تقرير للقناة الأولى نُقل عن بيريس قوله: “يهمني ما يحدث هنا. لن أقف جانبًا. أريد أن يكون لي تأثير”. كذلك، شدد في عدد من اللقاءات في الماضي قائلا: “طوال الوقت الذي أستطيع فيه الإسهام في الدولة فسأفعل هذا”.
وقد اتضح أيضًا من الإعلان أنه وفقًا للتخطيط، سيكون بيريس محورًا مركزيًا في الحزب الذي سيُقام مع شخصيات أخرى ومن بينها رئيسَ الموساد مئير دغان ورئيس الشاباك سابقًا يوفال ديسكين، إضافة إلى رجال أعمال ونشطاء اجتماعيين. من الممكن أن يستغل بيريس الهالة التي جمعها خلال سبع سنوات ولايته كرئيس والتأييد الجماهيري لصالح المشروع.
وينتقد محللون إسرائيليون الخطوة، ويتخوفون من أن بيريس سيُمنى بفشل ذريع في حال حاول الترشح ثانية للكنيست، وأن تعود وترافقه في سني شيخوخته صورة “الخاسر” التي رافقته طوال سنوات، ونجح التخلص منها في فترة ولايته كرئيس فقط. بالمقابل، ثمة من يقدر أن التقارير تهدف إلى تفعيل “ضغط” على رئيس الحكومة نتنياهو، الذي حاول الامتناع عن المنافسة السياسية أمام بيريس، ولذلك سيشجع تعديل القانون الذي يتيح له البقاء سنة إضافية في مقر الرئاسة.
وجاء من مقر الرئاسة: “أوضح الرئيس بشكل قاطع أنه سيتم اتخاذ القرار بشأن نشاطاته الجماهيرية المستقبلية بعد أن ينهي ولايته كرئيس لدولة إسرائيل في تموز 2014 فقط”.