وفق تقرير نشرته صحيفة “هآرتس”، في الأسبوع الماضي، يفكر الجيش الإسرائيلي ثانية في إمكانية دمج النساء في سلاح المدرعات كمقاتلات بعد إلغائها في الماضي. وفق أقوال مسؤول في ادارة الموارد البشرية في الجيش الإسرائيلي، طُرح الموضوع مجددا وأعرب قائلا “بما أن النساء تنضم إلى سلاح المدرعات، ويحدث هذا في كل العالم – فيمكن أن يحدث في إسرائيل أيضا”.
أثارت هذه الأقوال جدلا عارما. ادعى قائد القوات البرية في الجيش الإسرائيلي سابقا، يفتاح رون طال، في وسائل الإعلام أن هناك منظمات تدعم هذه الخطوة بهدف زعزعة قوة الجيش الإسرائيلي تحت غطاء الليبرالية وتكافؤ الفرص.
في المقابل، تعمل عضوا الكنيست ميراف ميخائيلي وراحيل عزريا، على مشروع قانون لشق طريق النساء للعمل في وظائف قتالية إضافية في الجيش الإسرائيلي. ردت عضو الكنيست عزريا على أقوال رون طال قائلة إن “النساء المقاتلات قد أثبتن جدارتهن وأداءهن الممتاز في السنوات الأخيرة. الادعاء أن مَن يحاول دفع اندماجهن قدما في الجيش يعمل على زعزعة قوة الجيش غير صحيح. بل العكس، أعتقد أنا والآخرون الذين يبحثون في الموضوع أن الهدف هو تعزيز قوة الجيش الإسرائيلي”.
وأضافت عضو الكنيست ميخائيلي أن الجيش الأمريكي دمج نساء في المزيد من الوظائف القتالية، ونظرا لنجاح الخطوة، فتحت وحدات خاصة جدا في الجيش أبوابها لانضمام النساء، اللواتي يستوفين المعايير الملائمة. وأضافت قائلة: “على الجيش أن يقبل النساء الملائمات، تماما كما يتم قبول الرجال الذين أثبتوا جدارتهم للانضمام إلى الوظيفة فقط”.
هناك سبب آخر لمعارضة انضمام النساء إلى سلاح المدرعات كمقاتلات وهو سبب ديني. ادعت جهات دينية أن اندماج النساء في وظائف قتالية سيمنع الجنود المتدينين من الخدمة في الوحدات ذاتها. “إذا تواجد شخصان في مكان مُغلق فلا يمكن ألا تطور علاقة بينهما”، ادعى الحاخام الرئيسي في الجيش الإسرائيلي سابقا. وأضاف “لا يمكن أن يبقى جندي وجندية معا في مكان مُغلق دون أن تتطور علاقة بينهما، ولذلك سيُولد طفل بعد مرور تسعة أشهر”.
عارض أيضا الجنرال في الاحتياط، أفيغدور كهلاني، انضمام الجنديات إلى سلاح المدرعات، معربا أنه يعتقد “أن النساء هن أمهات، وعليهن إنجاب الأطفال، ويعتقد أنهن سيتغيرن كليا بعد التعرض لصدمات في الحرب. ستتغير لدى المقاتلة مشاعر الأمومة ومحبة أطفالها وقدرتها على الإرضاع والولادة، تغييرا ملحوظا”. وأضاف كهلاني أنه يخشى “رؤية نساء مُصابات في الحرب كما يعود المقاتلين الذين عملوا تحت إمرتي”.
في حين تدار جدالات حادة حول السؤال هل دمج النساء في وظائف قتالية، ولا سيما في سلاح المدرعات صحيح، أنهت أمريكا هذا الأسبوع تحضير الجندية المقاتلة الأولى في سلاح المدرعات، الرقيبة آيرين سميث، التي أصبحت مقاتلة تحارب ضمن قوات سلاح المدرعات المتقدم في العالم “أبرهامس”. في العقد الأخير، أرسِلت 280 ألف امرأة خدمن في الجيش الأمريكي إلى أفغانستان والعراق.