يؤيّد شاي بيرون، الذي كان حتى انحلال الكنيست السابق وزير التربية الإسرائيلي، تعليم النكبة، إلى جانب تعليم التراث الاستيطاني، كما نُشر اليوم للمرة الأولى. في تسجيل صوتي تمّ بثّه اليوم في إذاعة الجيش قال بيرون، من بين أمور أخرى: “أنا أؤيد أن يتم تعليم النكبة لجميع التلاميذ في إسرائيل. لا أظنّ أنّه بإمكان التلميذ الوصول إلى داخل النظام التعليمي الإسرائيلي، في الوقت الذي يوجد فيه لدى 20% من التلاميذ روح جماعية، قصة معيّنة، وهو لا يعرف هذه القصة”.
وهي مقولة رائدة واستثنائية، وخصوصا عندما تأتي من فم بيرون الذي يضع القلنسوة. حتى اليوم، تُعلّم المدارس الإسرائيلية الرواية الصهيونية لإقامة دولة إسرائيل من وجهة النظر اليهودية فقط، والتي بحسبها فقد كانت إقامة دولة إسرائيل قصة بطولة وإنقاذ للشعب اليهودي المضطهد.
وبالتباين، يحكي النظام التعليمي العربي الرواية الفلسطينية فقط، والتي ترى النكبة قصة ترحيل قسري. وتتجاهل كل واحدة من هاتين القصّتين العديد من الجوانب التاريخية وتحوّل القصة التاريخية لصالحها، ولذلك فإنّ تعليم كلتا الروايتين فقط بالتوازي يمكنه أن ينشئ بداية للتفاهم بين الشعبين، الإسرائيلي والفلسطيني.
ومع ذلك، فقد أثارت تصريحات بيرون الدهشة وحظيت بانتقادات شديدة من قبل جهات يمينية إسرائيلية، من الذين يعارضون إدخال الرواية الفلسطينية إلى النظام التعليمي. وبالنظر إلى حقيقة أنّ بيرون لم يعد وزيرا للتربية، وأنّه كما يبدو لن يكون حزبه جزءًا من الحكومة المرتقب تشكيلها قريبا في إسرائيل، فلذلك يبدو أنّ هذه المبادرة لن تُنفّذ قريبًا.