عُلّقت مؤخرا في أحد شوارع تل أبيب لافتة ضخمة غامضة كُتب عليها: “هنا ستفتتح قريبا السفارة الإيرانية في إسرائيل” وظهر عليها علما كلتا الدولتين العدوّتين. وتُوجّه اللافتة المارّةَ للحصول على التفاصيل حول الموضوع إلى رقم هاتف يظهر عليها. عندما يتم الاتصال إلى الرقم يردّ البريد الصوتي: “أهلا بكم في السفارة الإيرانية في تل أبيب” ويدعو المتّصلين إلى ترك رسالة لتلقّي مكالمة لاحقا.
أثارت اللافتة الضخمة اهتمام العديد من المارّة الذين تساءلوا من وماذا يقف خلف هذا الإعلان. ولدى فحص رقم الهاتف الذي يظهر على اللافتة ظهر أنّه رقم استُخدم سابقا في حملات إعلانية في إسرائيل.
بعد الاستفسار اتضح أنّ من يقف وراء هذه اللافتة مشروع مشترك لقسم الفنون في بلدية القدس مع مجموعة من الفنانين الإسرائيليين الذين يصفون أنفسهم بـ”Collective Hamabul”.
نظّمت بلدية القدس و”Collective Hamabul” على خلفية الانشغال الأخير حول إيران والاتفاق النووي معرضا سمّي “السفارة الإيرانية في إسرائيل”. لقد توجّهوا إلى المبدعين في إسرائيل والعالم في مجالات مختلفة مثل: النحت، الفيديو والرسم وطلبوا منهم إعداد عرض يعبّر عن رؤيتهم الشخصية لإيران كمجتمع، كشعب، كثقافة وأعطوهم الحرية في عرض أية زاوية يشاءون عن تلك البلاد من خلال الإبداع. سيتم عرض أعمال أولئك الفنانين في معرض خاص سيُفتتح في شهر أيلول.
جاء في الدعوة التي تدعو إلى المشاركة في المعرض بأنّه بعد الثورة التي مرت بها إيران في أواخر السبعينيات وانقطاعها عن العالم الغربي تشكّلت لدى الرأي العام الإسرائيلي وفي الدول الغربية صورة لإيران تم رسمها بشكل أساسيّ من قبل الإعلام. تخدم هذه الصورة، بحسب ما جاء، دوافع اقتصادية وسياسية ولذلك هناك تصوّر ضيّق لإيران لدى الجمهور الإسرائيلي يقف في أساسه الخوف والفصل. هدف إقامة “السفارة الإيرانية في إسرائيل” والمعرض هو عرض قصص أخرى وزوايا نظر جديدة لإيران.
كان اليوم الأخير لتقديم الأعمال للمعرض بتاريخ 20 آب، حيث سيُفتتح المعرض في 21 أيلول القريب، وهو التاريخ الذي سيكون ذكرى “يوم السلام العالمي”.
وتتألف المجموعة التي تدعى “”Collective Hamabul” من فنانين، نشطاء، ومثقّفين إسرائيليين يطمحون إلى تغيير النظرة في مواجهة التوترات الاجتماعية في إسرائيل. تستخدم هذه المجموعة الفنّ كأداة لرفع الوعي ولمس تلك التوترات في المجتمع الإسرائيلي بطرق بديلة تسمح بحوار جديد. يؤمن الإسرائيليون الأعضاء في مجموعة “Collective Hamabul” أنّ الإبداع المشترك هو طريقة جيدة للربط بين الناس وأنفسهم وبذلك جعلهم أكثر حساسية للبيئة التي يعيشون فيها، وهم يؤمنون أنّه يجب ربط الناس والمجموعات ذات التصورات المختلفة حول الحياة رغم الخلافات.