تقود جهات مسؤولة في الحكومة الألمانية خطا يهدف إلى إلغاء العلاقات الخاصة بين ألمانيا وإسرائيل، التي تنبع من الخلفية التاريخية الحساسة في علاقات ألمانيا والشعب اليهودي، وتأسيس علاقات الدولتين على المصالح فقط. هذا ما كشفت عنه صحيفة “معاريف” الإسرائيلية صباح هذا اليوم. ويقود هذا النهجَ كريستوف هويسغان، مستشارُ أنجيلا ميركل للأمن القومي.
خلاصة الأمر هي أنّ علاقات إسرائيل الدبلوماسية مع الدول الأوروبية تضعف شيئا فشيئا. وقد أصبح الأمر ملموسا في التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن رفع مكانة فلسطين في الأمم المتحدة. فقد امتنعت ألمانيا، التي كانت أقوى صديق لإسرائيل في القارة، عن التصويت، على الرغم من أن إسرائيل اتفقت معها على أن تعارض القرار. فضلًا عن ذلك، توقعت إسرائيل أن تقنع ألمانيا دولا أخرى بالامتناع، وهو أمر لم يحدث. وقد نبع الأمر من الضعف السياسي لوزير الخارجية الألماني حينذاك، غيدو فسترفيله، أمام هويسغان.
كريستوف هويسغان هو شخصية رئيسية فيما يتعلق بالعلاقات بين الدول. وقد كان موقف هويسغان أنه يجب على ألمانيا أن تدعم رفعَ مكانة فلسطين في الأمم المتحدة، وأن لا تعترض أو تمتنع. وفق التقرير، فقد أعرب هويسغان أيضًا عن انتقاد مبطّن لكون المستشار السابق للأمن القومي الإسرائيلي، يعقوب عميدرور، هو يهودي يعتمر القلنسوة (الكيباه).
إن متغيرًا هامًّا آخر في علاقات الدول هو العلاقات بين قاداتها. فقد واجهت علاقات بنيامين نتنياهو والمستشارة ميركل مرتفعات ومنخفضات، وخاصة على خلفية الإعلان عن بناء وحدات سكنيّة في المستوطنات، ما يثير غضب ميركل. وما وصلت إليه الأوضاع هو أنّ الدعم الألماني لإسرائيل، الذي كان قويا في الماضي، أصبح شيئا فشيئا منوطًا بالطموحات الألمانية ذات الصلة بالتقدم في عملية المفاوضات السياسية.
تعود ميركل وتوضح، مرارًا وتكرارًا في كل مناسبة مُتاحة، التزام ألمانيا بأمن إسرائيل. لكن في إسرائيل مَن يشعر بأنّ المعنى الذي ينسبه نتنياهو لكلمتَي “أمن إسرائيل” ليس هو نفسه المعنى الذي تعطيه لهما ميركل.
كما هو معلوم، فقد نُقلت أخبار في الماضي مفادها أنّ ألمانيا قد منحت إسرائيل خمس غواصات نووية، وأن الغواصة السادسة في طريقها إليها. ووفق التقارير في ألمانيا، فإن الهدف من الغواصات هو زيادة إمكانية “الضربة الثانية” التي ستنزلها إسرائيل على إيران في حال حدوث هجوم صاروخي إيرانيّ.