نشرت صحيفة The Guardian البريطانية بدايةَ الأسبوع تقريرًا عن استمرار القتال العنيف في سوريا، وعن خشية الطائفة السنية هناك من تطهير إثني يخطَط له نظام الأسد، لتحقيق برنامج لإقامة دولة علويّة، إذا سقط نظامه وتفككت الدولة إلى كيانات صغيرة.
ويبرز في التقرير بشكل خاص نبأٌ يتحدث عن إرسال الأسد مبعوثا إلى أفيغدور ليبرمان، رئيس لجنة الخارجية والأمن، ووزير الخارجية السابق، طالبًا ألا تحبط إسرائيل مخططا لإقامة دولة علوية في المستقبل، ما قد يتطلب نقل سكان إلى هضبة الجولان.
ويقتبس التقرير عن مصدر لم يذكر اسمه أنّ الأسد توجه نهاية السنة الماضية، عبر شخصية سياسية معروفة، رفض الكشف عنها، إلى ليبرمان طالبًا منه أن يدرس طلبًا بعدم إحباط مخطط مستقبلي لإقامة دولة علوية في حال تفككت سوريا إلى كيانات إثنية.
يتبيّن من التقرير أيضًا أنّ “ليبرمان لم يصدّ الاقتراح، لكنه طلب معلومات تتعلق بمصير الطيّار المفقود رون أراد (طيّار حربي في سلاح الجو الإسرائيلي أسرته حركة “أمل” اللبنانية في لبنان في 16 تشرين الأول 1986، وهو في عداد المفقودين مُذَاك)، عن الجنود المفقودين الثلاثة من معركة سلطان يعقوب عام 1982، وعن جثة الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين الذي أُعدم في دمشق عام 1965″.
جدير بالذكر أن التقرير لم يذكر اسم المصدر أو اسم الدبلوماسي الذي كان شريكًا كما يبدو في الوساطة بين الأسد وليبرمان. في مكتب ليبرمان، رفضوا التطرق للتقرير.
إلى ذلك، حذّر أمس (الثلاثاء) رئيس شعبة الاستخبارات، اللواء أفيف كوخافي، في خطابه في انتهاء مراسيم دورة ضباط الاستخبارات من الخطر المتمثل من جهة سوريا التي وصفها بأنها “مركز للجهاد العالمي”. وقال كوخافي إنّ سوريا تجذب إليها آلاف ناشطي الجهاد العالمي ومتشددين إسلاميين من المنطقة والعالم، يقومون بتثبيت أقدامهم فيها.
وحسب قوله، فإن هدف هؤلاء المتشددين ليس إسقاط الأسد فحسب، بل أيضًا تحقيق رؤية دولة الشريعة الإسلامية. “على عتبة بابنا، ينشأ مركز للجهاد العالمي، على نطاق واسع، يمكن أن يؤثر ليس في سوريا فحسب، وليس على حدود دولة إسرائيل فحسب، بل أيضًا على لبنان، الأردن، وسيناء، ويمكن أن ينعكس على المنطقة كلها”، كما قال.