رغم الأقوال العلنية حول الحاجة إلى مصالحة وطنية فلسطينية داخلية، يزداد عدد الناشطين الذين توصلوا في العام المنصرم إلى نتيجة أن الشرخ بين المنطقتين، الضفة من جهة وقطاع غزة من جهة أخرى، وحركتي فتح وحماس، لن يتم رأبه في المدة القريبة. حتى الآن فضّلت الجهات السياسية المختلطة الاحتفاظ بهذا الاستنتاج سرا، لكن الأحداث في مصر تشجع الحديث الصريح حول انعدام الأمل في رأب الصدع.
تكشف مراسلة صحيفة هآرتس للشؤون الفلسطينية، عميرة هيس، هذا الصباح النقاب عن شجار جرى مؤخرا في جامعة بير زيت بين طلاب أعضاء فتح وبين أعضاء حماس “عقد الطلاب من القائمة الاسلامية احتجاجا ضد اعتقال قيادة زملائهم بيد أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية ودعوة عشرات الآخرين للتحقيق في أجهزة الأمن الوقائي، وشمل الاحتجاج أيضا إضرابا عن الطعام لعدة أيام. وقال نشطاء فتح أن الاحتجاج كان من المفروض أن يكون مشتركا لكل الطلاب وهو يتناول موضوع رفع تكاليف الجامعة. ولذلك طالبوا إزالة بعض اللافتات غير المتفق عليها من قبل الطلاب الإسلاميين، وفقا لأقوال ناشط حماس، قام حوالي مئة ناشط من حركة فتح بمهاجمة حوالي 15 من رجالهم وتم اعتقال من هرب من قبل أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية خارج الحرم الجامعي”.
وجاء وفقا لادعاء المراسلة ان “الشجار الجسدي يمثل العداء المتبادل الذي ازداد منذ التظاهرات العملاقة ضد محمد مرسي” والإطاحة به من قبل الجيش المصري. وأضافت قائلة أن تورط حماس في أحداث سيناء ضد الجيش المصري، الأمر الذي تنكره حماس بشدة، منح رجال فتح ريحا تدفعهم إلى الخروج علنا ضد النظام في غزة ورجاله في الضفة الغربية.
ذكرت هيس خطاب هنية يوم الأربعاء الماضي في الاحتجاج الذي جرى في غزة وذكّر فيه بمئات القتلى الذين سقطوا في الحرب الأهلية التي نشبت عام 2007، مع سيطرة حماس على أجهزة الأمن في القطاع “توجد عدة طرق لقراءة خطابه: شددت وكالة (الأنباء) “معا” على تحذيرهنية لمجموعة الفيس بوك “تمرد الفلسطينية الغزية، التي أعلنت عن- 11 تشرين الثاني يوم احتجاج ضد الكبت في غزة. شدد الموقع الإخباري “أمد” المؤيد لفتح، على دعوة هنية إلى ضم منظمات فلسطينية أخرى في إدارة القطاع من أجل التقدم استعدادا للمصالحة… لكن سكرتير المجلس الثوري لفتح، أمين مقبول، قال أن هذه العروض جاءت متأخرة وأنها نابعة من الأزمة التي يعاني منها حماس”.
يبدو في هذه الأثناء أن الأحداث في الشرق الأوسط وخاصة الأحداث العنيفة في مصر، التي منحت دعم للمحادثات الفلسطينية الداخلية، لا تنبئ بالبشائر الطيبة. ولا تترك تفوهات شخصيات رفيعة أمنية وسياسية مصرية ضد تورط رجال حماس في سيناء، مجالا للشك. لا يبدو أن مصر سوف تمنح رعايتها في المستقبل القريب لإدارة المحادثات الفلسطينية الداخلية، ولن تؤيد حماس، الموجودة في أزمة اقتصادية عميقة نظرا لإغلاق المعابر الحدودية على أوقات متقاربة وهدم أنفاق التهريب في رفح المصرية.