قبل نحو سنة، رُفِضَ طلب اللجوء الذي قدّمه اللاجئ السوري مُنفذ العملية الانتحارية مساء هذه الليلة في مدينة آنسباخ في بافاريا. حاول الشاب، ابن الـ 27 عامًا، الدخول إلى مهرجان الموسيقى القريب، وعندما فشلت محاولته، فجّر عبوّة ناسفة كان يحملها في حقيبة ظهر في مطعم مجاور. لذلك أصيب 12 شخصا في الحادثة، وهناك ثلاثة حالتهم حرجة.
هذه هي حادثة العنف الصعبة الرابعة التي تتعرض لها ألمانيا هذا الأسبوع. قُبِض أمس على لاجئ سوريّ يبلغ 21 عاما من عمره بشبهة قتل امرأة بمنجل ماشيتي وجرح شرطيَين في جنوب الدولة. في نهاية الأسبوع، قتل شاب من مدينة ميونيخ في الثامنة عشرة من عمره من أصل إيراني وكان يعاني من اكتئاب، تسعة أشخاص من ميونخ، وهاجم في الأسبوع الماضي مهاجر أفغاني يبلغ 17 عاما أربعة مسافرين في القطار في شمال ألمانيا مستخدما فأسا وسكينا، فأصابهم بجروح حادة.
في السنة والنصف الماضية، قُتِل في أوروبا نحو 2000 مواطن في ظروف شبيهة. في الآونة الأخيرة، لم يمض أسبوع من دون وقوع عملية إرهابية في أوروبا. لقد اجتاز الإرهاب الإسلامي بقيادة تنظيم الدولة الإسلامية أو بإلهامها، منذ زمن، حدود الشرق الأوسط، وأصبح مهددا للحياة في الغرب.
تزداد حدة أزمة اللاجئين السوريين، وهناك نحو سبعة ملايين لاجئ وفق التقديرات. يتدفق الرجال، النساء، والأولاد إلى الأراضي الأوروبية بحثًا عن حياة جديدة. يُؤدي الفقر والجوع، كما هي الحال في كل مكان في العالم إلى الإجرام، ويسببان موجة من الكراهية والإسلاموفوبيا. يبدو المسار نحو حدوث تفجير هائل غير قابل للمنع.
في شهر فبرائر (شباط) الماضي، قالت كارول شطرن، رئيسة اليونيسيف في الولايات المتحدة إن “العالم قد فشل في مواجهة أزمة اللاجئين”. وأضافت: “علينا أن نستيقظ، وإلا فسنخسر جيل بأكمله، لأن الأولاد الذين ليس لديهم منزل هم أولاد لا يلتحقون بالمدارس. وليس أنهم لا يتعلمون القراءة والكتابة والحساب وسيحتاجون في المستقبل إلى تلقي المساعدة فحسب، بل إنهم يطورون مهارات تفكيرية انتقادية ويصبحون أكثر عرضة لأفكار أيدولوجية سطحية. إذا لم نساعد هؤلاء الأولاد الآن، قد نجدهم ينجذبون إلى منظمات إرهابية”.
إذا حدث هذا السيناريو المخيف، قد يواجه الأوروبيون، قريبًا، موجة من الإرهابيين الشبان، الذين يعملون بدافع الدمج الهدام بين التحريض الإسلامي، المواقع الاجتماعية واندفاعية جيل المراهقة. ما يميز هذه العمليات هو شبان يقررون ارتكاب جريمة قتل، ويحصلون بمساعدة الإنترنت، إضافة إلى الإلهام، على معرفة حقيقية وحتى على الأسلحة، وبالتالي يكون من الصعب على جهات استخباراتية العثور عليهم تقريبا.
في حين أن تنظيم داعش آخذ بفقدان قوته ويخسر مناطق في العراق وسوريا، فإن أفكاره آخذة بالتوسع والتغلغل. إذا لم يتخذ الألمانيون بشكل خاص، والأوربيون عامّةً، خطوات هامة لمساعدة اللاجئين من جهة، ولم يعملوا على اجتثاث الكراهية والعنف من جهة أخرى، فستصبح الحياة في أوروبا كابوسا متواصلا.