نشر مسؤول تلو الآخر من قادة حماس رسائل تهنئة ورضى في صفحات الفيس بوك الخاصة بهم، وذلك فورًا بعد العملية الإرهابية في منطقة كريات أربع، والتي قُتل فيها باروخ مزراحي حين كان مسافرًا هو وزوجته وأطفالهما الخمسة للاحتفال بليلة عيد الفصح. “المقاومة المسلّحة تعود للضفّة”، هذا هو الخط الإعلامي الذي يوجّه قادة حماس في هذه الأيام.
بعد التحقيق في الحادث تبيّن أيضًا أنّها عملية منظّمة و”مهنية”. ليست عملية لفرد أو أفراد، وإنما، كما يبدو، عملية لأحد التنظيمات الفلسطينية الكبرى.
وكما هو معلوم، فقد ميّزت العمليات الإرهابية ضدّ السيّارات الإسرائيلية في شوارع الضفة فترة الانتفاضة الثانية، وكانت تهدف إلى تعزيز الإحساس بفقدان الأمن لدى الجنود والمستوطنين. وقد كان إطلاق النار هذه المرة من بندقية كلاشنيكوف، وهو سلاح معياري تمتلكه قوات الأمن الرسميّة في السلطة الفلسطينية، ولكن أيضًا جهات أخرى في الضفة الغربية.
حقيقة أنّه لم يكن هناك تحمّل المسؤولية رسميًّا لأي تنظيم، بالإضافة إلى سلسلة التهاني والتعبير عن الدعم الذي حظيت به العملية من قادة حماس والجهاد، تُثير إمكانية أن تكون العملية الإرهابية قد تم تنفيذها بالتنسيق مع أحد التنظيمات.
وبالمناسبة، فإنّ السلطة الوطنيّة الفلسطينية امتنعت عن إدانة الإضرار بالمواطنين، ممّا أثار غضب رئيس الحكومة الإسرائيلي نتنياهو، والذي اختار أن يحمّلها المسؤولية.
إنّ اختيار هذا التوقيت الحسّاس لليلة عيد الفصح يُشير هو أيضًا إلى الرغبة في إثارة أقصى درجات الانتباه للحادث في إسرائيل، ولذلك تصدّرت عناوين جميع الصحف والأخبار الحادث المأساوي، مما زاد الانتقادات في اليمين ضدّ نتنياهو، الذي يدرس إمكانية إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين للاستمرار في محادثات السلام مع الفلسطينيين.
وكما هو معروف، فإنّ حماس تدعو منذ زمن ببدء انتفاضة مسلّحة في الضفة الغربية، رغم أنّ رئيس السلطة عباس يعارض ذلك ولا تبدو على الأرض أيّة حماسة للفكرة، بسبب الآثار الصعبة التي تركتها الانتفاضة السابقة.