أعربت مصادر فلسطينية في القدس أنه مؤخرا سيتجه وفد من سكان القدس وشخصيات متماهية سياسيا مع حركة فتح إلى السعودية للالتقاء مع ولي العهد محمد بن سلمان. تصل هذه المحادثات بعد سلسلة من التصريحات المخطط لها لرئيس المعارضة في إسرائيل، يتسحاق هرتسوغ، الذي كتب مؤخرا في صحيفة معاريف: “في المكان الأكثر حساسية في العالم، تقف إمكانيتان أمام إسرائيل: “الأولى، السماح بالسيطرة على الموقع وإدارته على يد جهة فلسطينية، والثانية: بلورة منظومة إدارة تأخذ بعين الاعتبار مكانة دول سنية معينة ذات أنظمة حكم معتدلة وعملية في الشرق الأوسط، القابل للتغيير، ومنها الأردن، الذي يحظى بمكانة لا يمكن زعزعتها، وكذلك السعودية والمغرب. أعتقد أنه من الأفضل في عمليات مستقبلية أن نشارك السعودية المعروفة بحفاظها على طابع الأماكن الإسلامية المقدسة وبمحاربتها للتطرف الشيعي في هذه المواقع، وأن ندفع التطبيع بين إسرائيل وبينها قدما”.
يجدر بنا أن نأخذ الأمور على محمل الجد، لأن هرتسوغ الذي ينتمي إلى حزب المعارضة والذي لم يعد رئيس حزب العمل، يعتبر مطلعا جدا على العمليات السياسية في المنطقة وهو يحافظ على علاقات قريبة مع كل الجهات ذات الصلة.
أثارت أقوال هرتسوغ معارضة جهات يمينية إسرائيلية، ولكن قرر الفلسطينيون تحديدًا تحمل المسؤولية وفحص مدى جدية تصريحات السعوديين. وفق أقوالهم، إن موقف السعودية الذي أعربت عنه من خلال رد فعلها “البارد” على قرار ترامب والتقارير التي تشير إلى أنها توافق على اقتراح جهات أمريكية لجعل مدينة أبو ديس عاصمة الدولة الفلسطينية، يثير قلقا ويجب العمل على تغييره. بالتباين، يطمح السعوديون إلى استعادة مكانتهم فيما يتعلق بهذا الموضوع بعد أن تعرضوا لانتقادات قاسية، وإلى تقليل مقاومة الفلسطينيين. السؤال هو هل السعوديون مستعدون لاستثمار أموال كثيرة، ولمواجهة الأردنيّين الذين يعتقدون أنهم المسؤولون عن الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس.
كما وتجدر الإشارة إلى أن هناك جهات أخرى مطلعة على ما يحدث في الحرم القدسي الشريف ومنها تركيا، لهذا هناك مصالح لدى الكثيرين، وحتى أن هناك منافسة على السيطرة تتجسد بـ “من هي الجهة الأكثر تطرفا”. لهذا أصبحت القدس هامة أكثر من أيّ وقت مضى.