منذ الأيام الماضية، تحتفل إسرائيل بعيد المساخر (بوريم وفق التسمية العبرية)، وهو العيد الذي يستهلك فيه اليهود الكحول حتى يصبحوا سكارى، وفق التقاليد اليهودية، ويرتدون ملابس تنكرية مختلفة. فوفق الديانة اليهودية، من المتبع في هذا العيد أن يتصرف اليهود خلافا لما يقومون به في الأيام العادية، بهدف زعزعة توازنهم، ودفعهم للنظر إلى حياتهم نظرة مختلفة. تهدف هذه المقدمة إلى تقديم شرح حول خطوة غير منطقيّة قد يتخذها رؤساء الأحزاب المتدينة في إسرائيل، الذين باتوا يهددون بتفكيك حكومة نتنياهو – وهي الحكومة الأفضل لهم، لأنها تمنحهم قوة سياسية وميزانيات أكبر من قوتهم النسبية في المجتمع.
بسبب وضع نتنياهو الحساس، في ظل التحقيقات في الشرطة في عدة ملفات –من المتوقع أن يجرى معه تحقيق غدا- بدأ شركاؤه في الحكومة يمارسون ضغطا كبيرا عليه للمصادقة على “قانون التجنيد”، الذي يعفي المتدينين من التجند بهدف تحويله إلى قانون أساس في إسرائيل. يعرف نتنياهو أن الخضوع لضغط كهذا سيثير انتقادات خطيرة من قبل الأغلبية في إسرائيل، بما في ذلك مؤيدوه، بسبب عدم المساواة التي يتضمنها القانون (الخدمة العسكرية في إسرائيل إلزامية للرجال والنساء اليهود، ولكنها غير إلزامية للعرب واليهود الذين يدرسون التوراة).
لا تظهر حاليا تسوية في الأفق بين نتنياهو ورؤساء الأحزاب الحاريدية، الذين يهددون بعدم المصادقة على ميزانية الدولة، مما سيؤدي إلى تفكك الحكومة وإجراء انتخابات.
للوهلة الأولى، ليست هناك مصلحة لدى أية جهة لإجراء انتخابات، ولكن هناك نظرية مؤامرة منتشرة حاليا في إسرائيل تشير إلى أن نتنياهو قد نسق هذا الموضوع مع الحاريديين، وفي الواقع هو الذي يحضر لخيار إجراء انتخابات، في حال انتهت التحقيقات ضده بتقديم لوائح اتهام. وفق وجهة النظر هذه، ستُوقف الانتخابات التحقيقات، وبعد اختيار نتنياهو (في حال اختياره) وكسبه تأييد الشعب مرة ثانية، سيكون من الصعب محاكمته.
على أية حال، من المتوقع أن يخضع نتنياهو وعقيلته غدا للتحقيقات في مقرهما الرسمي، بعدها سنعرف جميعا ماذا سيحدث في إسرائيل.