قبل عدة أسابيع، سمحت الرقابة العسكريّة الإسرائيلية بالنشر في وسائل الإعلام أن بن حسين، شاب إسرائيلي مُعتقل في دولة إسلامية وقد يتعرض للموت فيها. لذلك تبرع الكثير من الإسرائيليين بالمال لدفع فدية مقابل إطلاق سراحه. ولكن قبل أيام قليلة، أعلنت الجمعية الخيرية التي جندت الأموال لدفع الفدية أنها لن تنقل الأموال التي جمعتها إلى عائلة الشاب. ويعود السبب وفق أقوال محامي الجمعية، إلى أن قصة إعتقال بن حسين قد تكون “خدعة”.
وأضاف الناطق باسم الجمعية قائلا إن: “ما لفت انتباهنا هو أنه بعد أن جمعنا المال، غضب منا الوزير أيوب قرا لأننا أعلنا عن انتهاء جمع المال، وذلك رغبة لجمع المزيد من المال عبر جمعية أخرى”.
وفق أقوال محامي الجمعية الخيرية في مقابلة مع صحيفة “معاريف” فمنذ “نحو أسبوعَين، بعد أن نشرنا أننا جمعنا كل التبرعات، لا ننجح في العثور على جهة قانونية مسؤولة مستعدة لتلقي المال وإثبات أن الحديث يدور عن أموال فدية، لإطلاق سراح الشاب. نود أن نعرف حقا أن المال يستخدم للهدف المخصص له”.

وقال ممثل عائلة حسين، المحامي أساف طال، أنه اتفق مع رئيس الجمعية الخيرية أنه سيفتح حساب بنك خاص لذلك في إسرائيل، وسيسافر ممثل عن العائلة إلى الدولة التي معتقل فيها حسين لنقل الأموال لعائلة القتيل. “كانت هناك ادعاءات أنه لا حاجة إلى الفدية أبدا، منذ يوم الجمعة، أتواصل مع المحامي الذي يمثل بن حسين في تلك الدولة العربية. لا أعرف لماذا تُطرح هذه الادعاءات، فهي تلحق بنا سمعة سيئة فقط”.
وهناك تساؤلات أخرى حول حيثيات اعتقال الشاب. فقد زعم والد الشاب في وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن اعتقال ابنه جاء لأنه قتل سائق سيارة أجرة كان يسافر فيها، وذلك بعد أن عرف السائق أنه يهودي إسرائيلي وأراد تسليمه إلى داعش.
ولكن يشكك محامي الجمعية الخيرية في أقوال الوالد، ويدعي أنه من المحتمل أن حسين قد اعتُقل بعد أن تعرض لشجار في ناد في تلك الدولة، أدى إلى موت مواطن مسلم فاعتُقِل.
“وصلت إلينا أخبار عن إسرائيلي يتعرض لتعذيبات فظيعة مثل اجتثاث الأظافر، ومن المتوقع أن تكون عقوبته الموت، ولكن اتضح أن هذه الأقوال تخدم الدعاية الكبيرة وتستغل الجمعية بشكل ساخر، بهدف مساعدة يهودي في ضائقة. لقد تأثرنا بالقصة التي وصلت إلينا والتي لم تحدث أبدا. خُدِعنا جميعا، وكذلك الوزير أيوب قرا الذي تجند للعمل من أجل مجرم إسرائيلي مُعتقل في دولة إسلامية، أُحرِجت جمعيتنا الخيرية الموقرة التي تجندت لجمع الأموال، وخُدع اليهود في العالم الذين تبرعوا بالكثير من المال”.
ولكن الوزير أيوب قرا ما زال مقتنعا أن القصة حقيقية. وغرد في تويتر “نجحنا في تأجيل محاكمة حسين بأسبوعين لتنظيم، إرسال المال، والاتفاق نهائيا على الصفقة بين الجانبَين، وذلك بعد أن أصبح مبلغ الفدية بحوزتنا. ما زالت الأمور قيد السيطرة”.