أجرى “مركز القدس لشؤون الجمهور والدولة” – وهو مركز بحث يميني، يعتبر مقربا جدا من رئيس الحكومة، نتنياهو، ويرأسه دكتور دوري غولد، الذي كان مستشار نتنياهو المقرب، مؤتمرا تحت عنوان استفزازي “هل إيران على وشك الانهيار؟”.
عُقِد المؤتمر في ظل قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، النقاشات حول التمركز الإيراني في سوريا، والفوضى التي سادت في إيران مؤخرا لأسباب اجتماعية واقتصادية وحظيت بتغطية إعلامية قليلة جدا في وسائل الإعلام الغربية.
بعد سنوات اتبع فيها الغرب سياسة الاعتدال وفضّل إجراء المفاوضات مع إيران، التي سمحت لإيران بتعزيز تأثيرها في مناطق كثيرة في الشرق الأوسط، يبدو أن إسرائيل تعتقد أن هناك فرصة الآن في الولايات المتحدة للتعامل بشكل حازم أكثر مع إيران.
تحدث الوزير يوفال شتاينتس، الذي من الواضح أنه نسق أقواله مع نتنياهو، عن الحاجة إلى التهديد بشن عملية عسكرية أمريكية ضد إيران: “على إيران أن تدرك أن إصرار الولايات المتحدة حول النووي الإيراني جدي، وأنها مستعدة لممارسة ضغط عسكريّ، وحتى العمل عسكريّا ضد إيران في حال عملت الأخيرة على حيازة سلاح نووي. في النهاية، في وسع الولايات المتحدة إبادة كل المنشآت النووية الإيرانية دون علاقة بموقعها ومنظومة الدفاع الجويّ التي تحميها”.
ويقدر شتاينتس أن الضغط الاقتصادي الذي بدأت تمارسه الولايات المتحدة قد يؤدي إلى انهيار إيران اقتصاديا خلال عام. وفق أقواله، بدءا من اليوم، أصبح يؤدي التهديد بفرض عقوبات أخرى إلى أضرار اقتصادية وعدم ارتياح لدى النظام الإيراني والإيرانيين. “على إيران أن تختار إذا كانت مستعدة للعودة إلى طاولة المفاوضات، ولكن في حال رفضت، واستمر الضغط الاقتصادي، أعتقد أنها ستصبح مستعدة للتنازل في قضايا تتحدث عنها الولايات المتحدة”.
وفق أقوال الوزير، ستؤثر نتائج المفاوضات بين ترامب وبين كوريا الشمالية كثيرا. على حد تقديره، إذا نجحت المفاوضات مع كوريا الشمالية، وتخلت كوريا كليا عن الأسلحة والبنى التحتية النووية التي بحوزتها، لن يكون هناك خيار أمام إيران سوى العمل مثلها والتنازل للولايات المتحدة. ولكن في حال فشلت المفاوضات الأمريكية مع كوريا، ستدرك إيران أنها قادرة أيضا على الصمود أمام الضغط الأمريكي، وقد تعمل على حيازة سلاح نووي سريعا.
قال دكتور دوري غولد، رئيس مركز القدس لشؤون الجمهور والدولة، ومدير عام سابق في وزارة الخارجية في المؤتمر: “اختار النظام الإيراني الأسلحة بدلا من الاستقرار والهدوء. يفهم الإيرانيون هذه الحقيقة لهذا أصبحوا غاضبين”، وفق أقواله، وتوضيحاته لأهمية فرض العقوبات ضد النظام.
اعتقدت الإدارة الأمريكية أنها ستنجح في جعل النظام الإيراني معتدلا أكثر من خلال الاتّفاق النوويّ وتغييره، ولكن ردا على ذلك عززت إيران تمركزها وبسطت سيطرتها في الشرق الأوسط، وهي تحاول الآن السيطرة على الأردن وتركيا أيضا”.
وقال الوزير الإيراني الأسبق، جواد خادم، الذي يعيش بالمنفى في لندن، ويعمل اليوم رئيس منظمة “الاتحاد من أجل الديموقراطية في إيران”، في مداختله في المؤتمر “يتحدث العالم عن تغيير النظام فقط، عن إسقاطه، ولكن لا يتحدث عن اليوم ما بعد سقوطه”، وفق أقواله عند التوجه إلى الإيرانيين من المهم الأخذ بالحسبان الطبقات الوسىطى ورغتها. فهذه الطبقة تعارض الجهات التي تدعمها الإدارة الأمريكية بصفتها جهة قد تحكمها.