قال مصدر في حزب “المعسكر الصهيوني”، برئاسة عضو الكنيست يتسحاق هرتسوغ، إنّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي تم تكليفه بمهمة تشكيل الحكومة القادمة في إسرائيل، أرسل أشخاصا من قبله من أجل الاستفسار إذا ما كان المعسكر الصهيوني سيوافق على الانضمام إلى حكومة وحدة.
وقد فحص الأشخاص المبعوثون من قبل نتنياهو بشكل غير رسمي، بحسب المصدر، إذا ما كان هرتسوغ سيوافق على الدخول بشكل أو بآخر في حكومة نتنياهو. وفقا للتقرير فقد ردّ هرتسوغ بأنّه ليس هناك احتمال بأنّ يجلس المعسكر الصهيوني في حكومة كهذه.
قال نتنياهو مرارا وتكرارا في حملته الانتخابية إنّه لن يشكّل حكومة وحدة مع المعسكر الصهيوني. وقد أكّد هرتسوغ أيضًا في الانتخابات بأنّ المعسكر الصهيوني سيشكّل بديلا للّيكود، ولكنه لم يصرّح مطلقا بأنّه سيرفض الجلوس في حكومة وحدة مع نتنياهو، ممّا قد يجعل الأصوات المتزايدة بين أعضاء قائمته في الموضوع ذات صلة. في الوقت الراهن، ينتظر المعسكر الصهيوني ليرى إذا سيتم الحصول على عرض جادّ في الموضوع من قبل نتنياهو، مع التأكيد الآن على أنّه ليس مطروحا على طاولة المحادثات الائتلافية.
ويوضح محلّلون سياسيون في إسرائيل بأنّه قد نشأت العديد من المشاكل في الأسبوع الأول من المفاوضات لتشكيل حكومة يمينية ضيّقة برئاسة نتنياهو، من بينها مطالبات مفرطة من قبل ممثّلي الأحزاب المختلفة للحصول على مناصب وزارية رفيعة كجزء من الموافقة المبدئية على الانضمام إلى الليكود برئاسة نتنياهو.
بالإضافة إلى ذلك، فقد أعرب صباح اليوم مراسل صحيفة إسرائيل اليوم المخضرم، دان مرجليت، بأنّ “الاحتمال العملي لإصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة هو (في تشكيل) حكومة وحدة، وهذا أهم من كل شيء. سيكون هرتسوغ رئيسًا للحكومة حتى كانون الثاني عام 2017، حتى تنتهي ولاية أوباما، ثم بعد ذلك يبدّله نتنياهو لعامين إضافيين”.
وقالت عضو الكنيست المخضرمة من المعسكر الصهيوني، شيلي يحيموفيتش، في مقابلة لها مع إذاعة الراديو إنّه ليس هناك أي سبب للانضمام إلى حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو: “يجب أن تنعكس نتائج الانتخابات، والناخب الإسرائيلي أراد نتنياهو برئاسة حكومية يمينية”. بحسب كلامها، فقد عرض نتنياهو عليها في الماضي وزارة المالية، ولكن هناك “هوّة هائلة بينهما”.
كما ألمح الرئيس رؤوفين ريفلين، الذي كلّف نتنياهو في بداية الأسبوع الماضي بمهمّة تشكيل الحكومة القادمة لإسرائيل، إلى أنّه على رؤساء الأحزاب الكبرى المسارعة للتوصّل في أسرع وقت ممكن إلى اتفاقات وتشكيل حكومة قبل الموعد المحدّد في القانون. “مررنا بمعركة انتخابية عاصفة ومليئة بالأحداث. هذا هو الوقت لبدء عملية التعافي والتئام المجتمع الإسرائيلي. رغم أن الحكومة التي ستتشكّل قد اختيرت من قبل غالبية الشعب، إلا أنّها ستضطر إلى الاستجابة لجميع الشعب في إسرائيل؛ اليهود والعرب، اليسار واليمين، الشمال والجنوب، المركز والأطراف”، كما قال الرئيس ريفلين. وألمح ريفلين قبل الانتخابات إلى أنّه يرغب بحكومة وحدة وطنية على ضوء الأزمة في طريقة الحكم في إسرائيل، الذهاب المتكرّر للانتخابات كلّ عامين بالمعدّل، على ضوء التحدّيات الأمنية في إسرائيل وعلى ضوء العلاقات المتوتّرة بين إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا في قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
يبدو حتى الآن أنّ المبادرات السياسية الأولية صوب حكومة وحدة لم تتحقّق وأنّه سيظلّ مريحًا أكثر لنتنياهو أن يمضي ليشكّل حكومة مع شركائه الطبيعيين، ممثّلي اليمين الإسرائيلي، رئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينيت، ورئيس حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان.