من هو العدوّ الحقيقي؟ ثار الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي صباح اليوم حول هذا السؤال بين هاشتاغين شعبيين، أحدهما في الأردن والآخر في لبنان. بينما أصبح هاشتاغ #حزب_الله_هو_العدو، صباح اليوم أحد الهاشتاغات الأكثر شعبية، فقد أصبح الهاشتاغ المضاد له #إسرائيل_هي_العدو، شعبيًّا بشكل خاصّ في لبنان، حيث يُظهر أنصار حزب الله هناك وجودا مكثّفا في مواقع التواصل الاجتماعي.
بدءًا من ساعات المساء أمس السبت، أصبح هاشتاغ #حزب_الله_هو_العدو، شعبيّا جدّا في أعقاب الانشغال المكثّف في الحرب الأهلية السورية. ووفقا للتقارير في وسائل الإعلام احتل هاشتاغ “#حزب_الله_هو_العدو المرتبة، الـ” 40” عالمياً في أول ساعة من انطلاقه، وشهد تداولا كبيرا من أشهر مغردي “تويتر”.
وقال المفكر الإسلامي محمد بن المختار الشنقيطي: “أتمنى تغيير الهاشتاغ #حزب_الله_هو_العدو إلى #حزبالة_هو_العدو.. لا تستحق عصابة القتلة الطائفيين اسم #حزب_الله”.
وردّا على ذلك، نشر الكثير من مؤيدي حزب الله في لبنان هاشتاغ #إسرائيل_هي_العدو الذي أصبح شعبيّا بشكل أساسيّ في لبنان ولكن ليس خارجه.
وقال الإعلامي جيري ماهر من إذاعة “صوت بيروت”: “حزب الله الذي قتل من المسلمين السنة أضعاف ما قتلت إسرائيل خلال الستين سنة السابقة، هذا الحزب الأكثر حقدًا على المسلمين”. وقد استخدم أيضًا الإعلاميان السوريان المعارضان أحمد موفق زيدان وموسى العمر هذا الهاشتاغ ضدّ حزب الله.
إن ما يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي يجسّد أكثر من كل شيء تقهقر مكانة حزب الله اللبناني في العقد الماضي. من الصعب اليوم التذكّر كيف كان يعتبر حزب الله في صيف 2006 بصفته القوة العربية الرائدة، التي وحّدت جميع المسلمين ضدّ ما وُصف بـ “العدوّ الصهيوني”. بينما أصبح في شتاء 2016 أسوأ كثيرا من العدوّ الذي قاتل ضدّه، إسرائيل، وذلك وفقا لرأي الكثير من العرب.
لا شكّ أنّ الأمر ليس نابعا من تأييد ما لإسرائيل في أوساط العالَم العربي، وإنما من معرفة أنّ نشاط حزب الله ضدّ أفراد الشعب السوري قد آذى العرب أكثر من إسرائيل منذ أي وقت مضى. بالإضافة إلى ذلك، فقد استثمر حزب الله في سوريا موارد هائلة، لم يستثمرها أبدا ضدّ العدو الإسرائيلي في عام 2006 أو قبل ذلك.