في الأيام الأخيرة، نشر قسم الإعلام التابع لمنظمة الدولة الإسلامية (داعش) في الشبكة فيلم فيديو آخر، وهو يتطرق إلى تجنيد وتأهيل المقاتلين الجدد الذين انضموا إلى التنظيم من كازاخاستان. إن التحديث المروع في الفيديو هو أن هؤلاء المقاتلين وصلوا من كازاخاستان برفقة أولادهم والذين يحظون باهتمام خاص من قبل “وزارة التربية الخاصة بداعش”.
في فيلم الفيديو الذي يستغرق 15 دقيقة ويُدعى “مؤسسة الحياة تقدم فاستبقوا الخيرات”، يُعرض نحو 300 (للوهلة الأولى) رجل من كازاخاستان والذين انضموا إلى داعش، ويُوصف التأهيل الذين يجتازونه. جاء في فيلم الفيديو ذاته أن هؤلاء المتجندين قد استعدوا هم وأولادهم للانضمام إلى داعش، في حين أنهم “يعرفون جيدًا أنهم سيصلون في النهاية إلى الله”.
يجتاز هؤلاء الرجال من كازاخاستان تدريبات للمجندين المبتدئين، ويتم عرضها في الفيلم، ثم يتم توزيعهم إلى وحدات خاصة، يجتازون فيها تأهيلا مهنيًّا وتخصصًا. تتم الإشارة في فيلم الفيديو إلى أن المقاتلين يجتازون تأهيلا نظريًّا وعمليًّا فيما يتعلق بكل بندقية بحوزة داعش، ويشتمل على إطلاق النار ببنادق روسية، أمريكية ونمساوية، وكذلك تدريبات خاصة ببنادق قناصين.
بعد ذلك، تصل في الفيلم مرحلة يُوصف فيها كيف يتعامل تنظيم داعش مع أولاد المقاتلين من كازاخاستان، والذي يبدو جزء منهم عمره أقل من عشر سنوات، وفي الواقع، يتعلمون “في مدرسة” خاصة بداعش. يتعلم الأولاد الذين لا يعرفون اللغة العربية، القراءة والكتابة بهدف أن يكونوا قادرين على قراءة القرآن. كذلك، يتعلمون العقائد الإسلامية، لكي يترعرعوا ليكونوا مجاهدي الغد كرد على الهجوم الصليبي”.
يعرض الفيلم الأولاد في الصفوف التعليمية، وهم يرددون المواد التعليمية. على سبيل المثال لا الحصر، يعلم عناصر داعش الأولاد أن الكفار يسممون عقولنا، ويحفظوننا أشعارًا كفرية وشركية.
بعد الدروس في الصفوف، يتم عرض الأجزاء القاسية من الفيلم: التأهيلات العسكرية التي يجتازها الأولاد في مدرسة داعش. يمكن رؤية الأولاد وهم يركّبون ويفككون البنادق بسرعة، وبعد ذلك يطلقون النار بواسطة البنادق في حالات إطلاق مختلفة. وفيما بعد، يتعلم الأولاد الطرق القتالية (يظهر الأولاد في الفيلم وهم في درس جودو)، وكذلك يجتازون تدريبات بدنية مرهقة. قُبَيل نهاية الفيلم، يظهر الأولاد وهم يصرحون أمام الكاميرا وأمام أصدقائهم تصريحات قتالية. على سبيل المثال لا الحصر، يُعلن الأولاد أنهم سيصبحون في المستقبل مجاهدين وسيذبحون الكفار.
يبدو أن الأولاد يتمتعون أكثر بكثير من التدريبات الميدانية، التصريحات القتالية والتدريبات بواسطة وسائل القتال الحية، مقارنة بالدروس في الصف. بشكل عامّ، يمكن أن نلاحظ أن الأولاد لا يفهمون أهمية التعليم الذي يجتازونه، والأكثر من ذلك يبدو أنهم لا يذوّتون أنهم لن يعمّروا كثيرًا خلال هذه الطريق.