من المتوقع أن تُعلن الحكومة البريطانية عن بدء مواجهتها لحركة الإخوان المسلمين وعدد من التنظيمات الإسلامية على أراضيها والمرتبطة بالتنظيم، تلك التنظيمات المتهمة بتأجيج التطرف الديني في بريطانيا وفي أنحاء العالم، هذا ما ورد البارحة (الأحد) في صحيفة ” الإندبندنت” (Independent) البريطانية.
الأمر سيأتي بعد نهاية عملية تحرٍ أشرف عليها رئيس الحكومة، ديفيد كاميرون، بذاته في وقت باكر من هذا العام، وذلك بعد القلق الذي انتشر من أن التنظيم يؤجج الأيدولوجية الإسلامية ويشجع الجهاديين البريطانيين على القتال في سوريا والعراق.
التعابير الواردة من لندن المتعلقة بالأوصاف التي يوصف بها الإخوان المسلمين مريعة: المدير السابق للمخابرات البريطانية الـ MI6, والذي شارك بوضع ذلك التقرير، أشار عند تطرقه إلى تنظيم “الإخوان المسلمين” أنه يعتبر “أن التنظيم هو تنظيم إرهابي” – رغم أن التنظيم يعلن دائمًا أنه ضد العنف ودائمًا يدعو للتغيير بطرق سلمية فقط.
كشف مسؤول مقرب من الفريق الذي صاغ التقرير، وهو التقرير الذي تمت كتابته إنما لم يُنشر بعد، من خلال صحيفة “الإندبندنت” أن معدي التقرير اكتشفوا “شبكة أكثر تعقيدًا” مكوّنة من 60 تنظيمًا في بريطانيا، بما في ذلك جمعيات خيرية، مراكز أبحاث وقنوات تلفزيونية حتى، تابعة للتنظيم الإسلامي – وجميعها ستخضع لرقابة مشددة من الآن فصاعدًا.
ركز فريق التحقيق، الذي استعان أيضًا بجهاز المخابرات البريطاني، أيضًا في التنظيمات المرتبطة بالحركة والتي تعمل خارج حدود المملكة المتحدة. قال أحد الخبراء لفريق التحقيق إن “الإخوان” يعملون من ثلاثة مراكز كبيرة – لندن، إسطنبول والدوحة عاصمة قطر.
كانت الإمارة الخليجية، كما ذُكر، وهي أغنى دولة في العالم وفق مؤشر عدد السكان، طوال ثلاث سنوات المقر الرئيسي للشيخ يوسف القرضاوي – الواعظ الإسلامي المصري الذي كان منفيًا وكان يُعتبر القائد الروحي للتنظيم. القرضاوي، كما ورد في “الإندبندنت”، الذي يحظر عليه دخول الأراضي البريطانية، متهم بمعاداة السامية، داعم لعمليات التفجير الانتحارية الفلسطينية وضرب النساء والمثليين. تدعم قطر أيضًا حركة حماس التي تأسست لتكون أحد أذرع “الإخوان المسلمين”.
أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الخطوات التي تنتهجها الحكومة في لندن ضد التنظيم ستتضمن أيضًا إخراجها عن القانون، إلا أنه من بين الخطوات المتوقعة ضد التنظيم سيكون هناك التحقيق مع الجمعيات الخيرية التي تُعتبر واجهات للتنظيم، فحص مصادر تمويل التنظيم وعلاقاتها بالتنظيمات الجهادية في العالم ومنع الواعظين الدينيين المتطرفين المرتبطين بالحركة، المقيمين خارجًا، من دخول الحدود البريطانية.