أزالت إيران حجاب الغموض الذي يحيط أجهزة استخباراتها: لأول مرة منذ العام 1979، وفّرت إيران أمس (الأربعاء) معلومات عن هيكل مؤسسات استخباراتها في مجلة تابعة لوزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانية والتي نُشرت على شرف مرور 30 عامًا على إقامة الوزارة، في الوقت الذي اجتمع فيه ممثّلو الدولة مع ممثّلي القوى العظمى في فيينا لإجراء المزيد من المحادثات بشأن برنامجها النووي.
وفقًا للمجلة، التي تحمل عنوان “30 عامًا من التفاني بهدوء”، يقف وزير الاستخبارات، محمود علاوي، على رأس مجلس يُشرف على 16 وكالة مختلفة. يشغّل الحرس الثوري، وهو القوة العسكرية الأقوى في إيران، لوحده وكالتي استخبارات أخريين.
وقد زعمت وكالة الأنباء الفرنسية، AP، في أحد التقارير عن الكشف عن أنّ عمليات مكافحة للتجسّس وصدّ الهجمات الإلكترونية تقع في صلب عمل أجهزة الاستخبارات الإيرانية.
اتهمت إيران في الماضي إسرائيل والولايات المتحدة بسلسلة من أنشطة التجسّس الخطيرة ضدّ البلاد، بما في ذلك اختطاف علماء، بيع معدّات تالفة وزرع فيروس حاسوبي مدمّر اسمه Stuxnet أدّى لفترة قصيرة إلى تعطيل تخصيب اليورانيوم في إيران عام 2010.
وقد ردّت إيران على تلك الهجمات الإلكترونية ضدّ منشآتها النووية بواسطة تعزيز قدرات الفضاء الإلكتروني الخاصة بها. من حين لآخر تعلن إيران عن اعتقال أشخاص يُشتبه بهم أو اتُّهموا بالتجسّس أو بمحاولات تخريب المنشآت النووية التابعة للجمهورية الإسلامية.
وفي عملية غير متوقعة، أنشأت وزارة الاستخبارات موقعًا في الإنترنت عام 2012، وقد تمّ تفسير الخطوة بأنها محاولة لتلطيف صورة الوزارة وإغواء الإيرانيين للمساعدة وتوفير المعلومات لعناصر وكالات الاستخبارات. وقد أنشأت الوزارة الحكومية بالإضافة إلى ذلك رقمًا هاتفيًّا من ثلاثة أرقام يمكن للمواطنين الاتصال إليه وتوفير المعلومات و”النصائح”. بل وقد نشرت الوزارة في السنوات الأخيرة إعلانات ولوائح إعلانية في تقاطعات رئيسية في العديد من المدن والتي تشجّع المواطنين على مساعدة مؤسسات الاستخبارات.