أعلن تنظيم القاعدة في اليمن، الخميس الماضي (09.04)، عن رسالة غريبة في الشبكات الاجتماعية وفيها يمنح 20 كيلوغرامًا من الذهب الخالص لمن يغتال أو يعتقل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، والذي حسب التقديرات يدير من مسكنه خارج حدود الدولة الانقلاب الحاصل فيها.
بالإضافة إلى ذلك، أعلن أعضاء التنظيم الإرهابي عن جائزة مماثلة لمن ينجح في إلقاء القبض على زعيم المتمردين الحوثيين، عبد الملك الحوثي. جاء في إعلان التنظيم والذي نشر في اليوتيوب، أن الحديث يدور حول “دعم” و”تحفيز” المسلمين في اليمن للخروج للجهاد ضد القوى التي تحاول الإطاحة بالحكومة الحالية.
https://www.youtube.com/watch?v=1qpljknEPPY
ظهر عبد الملك الحوثي على الساحة وعرف اسمه في كل اليمن في عام 2006 حينما تولى قيادة الحوثيين وعلى رأسهم تنظيم أنصار الله.
أمامكم بعض الحقائق المثيرة حول الرجل الذي يقف وراء حالة الغليان في اليمن.
ولد عبد الملك الحوثي (1979) في محافظة صعدة الريفية وسط عائلة متدينة. كان والده أحد كبار المرجعيات الدينية الزيدية الذي تتلمذ على يدها العشرات من رجال الدين. فكان عبدالملك يتنقل منذ صغره مع أهله ووالده الذي كان يتنقل في وسط أرياف وقرى محافظة صعدة لتدريس العلوم الفقهية ولحل قضايا النزاعات بين الناس.
في منتصف التسعينات ترك عبدالملك الحوثي حياة الريف وانتقل من محافظة صعدة إلى العاصمة اليمنية صنعاء للعيش مع أخيه الأكبر حسين مؤسس جماعة “الشباب المؤمن” (التي عُرِفت فيما بعد بجماعة انصار الله) وهناك اقترب منه كثيراً فتأثر به كثيراً حتى صار فيما بعد بمثابة الأب الروحي له وقدوته التي يقتدي بها وعمل كحارس شخصي لأخيه حسين الذي كان آنذاك عضواً في البرلمان اليمني.
https://www.youtube.com/watch?v=P5TUsOnHxBw
في أواخر العام 2004وقبل أيام قليلة من مقتل حسين بدر الدين الحوثي تلقى عبد الملك منه رسالة مكتوبة تحتوي على توجيهات الخطة العسكرية للمواجهة وما يشبه الوصية بتحمل المسئولية والاستعداد لحمل الراية من بعده. كانت آخر معركة خاضها عبد الملك في تلك المرحلة هيّ عندما كان يحاول مع مجموعة من المقاتلين في قرية تسمى “الجمعة” في محافظة صعدة فك الحصار عن أخيه الذي كان متحصناً هو ومجموعة من مناصريه في داخل كهف. لكن محاولتهم في فك الحصار عنهم بآت بالفشل وقتل حسين بدر الدين الحوثي في العاشر من سبتمبر 2004 وانسحب عبد الملك من موقعه هو ومن معه من المقاتلين.
منذ أن تولى عبدالملك الحوثي قيادة جماعة انصار الله حدث تطور نوعي في أداء الحركة عسكريًا وتنظيميًا وسياسيًا وإعلامياً بل وقادها من نقطة اللاشيء إلى كل شيء فبعد ان كانوا شبه محصورين في محافظة صعدة حتى عام 2011 أصبحوا اليوم يسيطرون على أجزاء كبيرة من محافظات اليمن.
منذ أن اندلعت الثورة الشعبية في اليمن في الحادي عشر من فبراير 2011 والتي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح سارع عبد الملك الحوثي القائد الجديد لحركة أنصار الله بالإيعاز إلى جماعته للالتحاق بالثورة واعلنوا انضمامهم لثورة ومشاركتهم فيها. لم يتجه عبدالملك الحوثي نحو إقامة أي تحالفات داخلية معلنة وواضحة ورسمية مع أي مكون سياسي أو ديني في اليمن منذ بداية توليه قيادة جماعة انصار الله في العام 2006 إلى اليوم، غير أن هناك بعض التقارير والأخبار تقول أنه ومنذ اندلاع “الحرب الأهلية” في اليمن نشأ تحالف غير معلن بين الرئيس السابق على عبد الله صالح وعبد الملك الحوثي وأن ذلك التحالف مستمر إلى اليوم وأن ذلك التحالف هو من سهل ووفر لعبد الملك الحوثي وجماعته الكثير من الجهد والوقت من أجل السيطرة على العاصمة صنعاء والعديد من المحافظات الأُخرى.