تطرق رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الاربعاء، خلال جلسة خاصة في الكنسيت، إلى الهجوم غير المسبوق من الإدارة الأمريكية غليه ووصفه بأنه “جبان”، قائلا إن “المصالح العليا لإسرائيل ليست على رأس أولويات مسؤولين مجهولين يقومون بمهاجمتي” وموضحا أن “الهجوم ضدي مردّه دفاعي عن إسرائيل. لو لم أقف بإصرار على مصالحنا الأمنية، لما هوجمت”.
وكان الصحفي الأمريكي جيفري غولدبرغ قد نقل البارحة (الثلاثاء) تصريحات عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية حيث وصف أحدهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أنه (chikenshit) أي جبان باللغة العربية.
يقول غولدبرغ إنه على مر سنوات دأب مسؤولون في الإدارة الأمريكية على نعت نتنياهو بالشخص الرافض، المتبجح، عديم النظر، منغلق، متكبر ومصاب بمتلازمة أسبرجر. قال غولدبرغ إنه متفاجئ من سماعه ولأول مرة في حياته كلمة Chikenshit.
اختلف الأمريكيون والإسرائيليون في الأيام الأخيرة حول مسألة قرار نتنياهو بالسماح ببناء أكثر من 1000 وحدة سكنية في شرقي القدس. هذه الخطوة، كما يقول غولدبرغ، هي دلالة أُخرى على أن إدارة أوباما وحكومة نتنياهو بالطريق إلى أزمة كبيرة بالعلاقات وهي الأسوأ في تاريخ العلاقة بين الدولتين.
ادعى الصحفي الأمريكي القدير أنه في العام القادم من المرجح أن تنزع الإدارة الأمريكية الغطاء الدبلوماسي، الذي تمنحه الإدارة لإسرائيل، في أروقة الأمم المتحدة، إلا أنه قبل ذلك يُتوقع حدوث أزمة على خلفية إمكانية توقيع اتفاقية مُحتملة مع إيران بخصوص المشروع النووي.
أشار غولدبرغ، من خلال محادثات أجراها مع بعض الأشخاص، أن نتنياهو “حذف” أوباما في كل ما يتعلق بصراعه ضد توقيع اتفاق نووي وينوي التوجه مباشرة للكونغرس وللشعب الأمريكي في حال تم تحقيق اتفاق كهذا. “النقطة الجيدة في نتنياهو هي أن رئيس الحكومة الإسرائيلي يخاف أن يشن حربًا”، هذا ما قاله مسؤول في الإدارة خلال مقابلة منحها لمجلة “أتلانتيك”. أما “النقطة السيئة فيه هي أنه لا يريد أن يفعل شيئًا مع الفلسطينيين أو مع الدول العربية المعتدلة. الشيء الوحيد الذي يهمه هو أن يحمي نفسه من أي هزيمة سياسية”، حسبما ذكره المسؤول. “هو ليس رابين ولا بيغن بالطبع. “لا يمتلك الجرأة”.

أشار غولدبرغ أيضًا إلى أن هناك شيء آخر أدى إلى تفجر العلاقات بين الدولتين وهو سلوك نتنياهو وتحديدًا سلوك حكومته. وصف أحد المسؤولين في الإدارة الأمريكية نتنياهو أنه “حاد الطباع” بعد التصريح الذي أعطاه لبدء البناء في المستوطنات وفي شرقي القدس، الخطوة التي برأي المسؤول الأمريكي قوضت محاولات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بإعادة إحياء عملية السلام مع الفلسطينيين.
قال أحد المسؤولين الذين تحدث إليهم غولدبرغ إن آخر خطوات قام بها نتنياهو وحكومته من شأنها فقط أن تُعَجل من نية الولايات المتحدة إظهارها للعالم كم تحتقر إسرائيل. توسيع البناء في المستوطنات، على حد أقواله، مع إدخال مستوطنين إلى المناطق العربية في شرقي القدس هي دلالات واضحة لمعسكره السياسي في حال تم إجراء انتخابات في إسرائيل العام القادم.
رد مسؤولون في ديوان رئيس الحكومة على انتقادات المسؤولين الأمريكيين الذين نعتوا نتنياهو أنه جبان ومصاب بمتلازمة أسبرجر بالقول: “إن نتنياهو سيستمر بالدفاع عن مصالح مواطني إسرائيل الأمنية، أي ضغط لن يغيّر ذلك”.
وكان رئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينت، قد نشر تصريحًا أكد فيه على وقوفه إلى جانب نتنياهو. “رئيس الحكومة هو ليس أي شخص بل هو رئيس دولة اليهود والعالم اليهودي بأكمله. مثل هذه الشتائم ضد رئيس حكومة إسرائيل تسيء لملايين المواطنين الإسرائيليين واليهود حول العالم”.