كان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على دراية بالصورة الأمنية التي عرضها الجيش الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة بالنسبة لمشروع أنفاق حزب الله في الشمال، ورغم تخبطه بالنسبة للوقت الملائم للتحرك إزاء الخطر المذكور، قبل في نهاية الأمر رأي رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، التحرك دون أي تأجيل لهدم الأنفاق، حسب صحيفة “هآرتس”، اليوم الاثنين.
وقال مسؤولون إسرائيليون كبار تحدثوا مع الصحيفة، اطلعوا على النقاشات التي دارت بين أعضاء المجلس الوزاري المصغّر وبين قيادة الجيش قبل الخروج للحملة بأشهر، إن الجلسات شهدت اختلافات حادة بين أيزنكوت وبين وزير الدفاع حينها، أفيغدور ليبرمان، ووزير التربية، نفتالي بينيت، بالنسبة لسلم الأولويات الأمني.
ففي حين طالب الوزيران بعملية عسكرية في غزة ضد حركة حماس، قال أيزنكوت إن العمل في غزة في ضوء وجود أنفاق عند الحدود الشمالية لإسرائيل فكرة غير جيدة. وطالب المستوى السياسي منح الضوء الأخضر للجيش للهدم هذه الأنفاق التي حفرتها حزب الله فورا.
ووصف أيزنكوت مشروع أنفاق حزب الله السري بأنه “عملية بارباروسا”، مقارنا بين مشروع حزب الله وبين العملية الألمانية المباغتة ضد الاتحاد السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية والتي كانت خطة سرية حتى عام 1941. “هذا المشروع هو الذراع الأهم بالنسبة لحزب الله في المواجهة القادمة.. حزب الله يسعى لتحقيق إنجاز نفسي من ورائه” قال أيزنكوت.
وجاء في تقرير “هآرتس” أن أيزنكوت عرض في إحدى الجلسات جوابا لقائد منطقة الشمال، الجنرال يؤال ستريك، يحذر تداعيات كارثية في حال تم تأخير إطلاق الحملة العسكرية ضد الأنفاق. وجاء في الجواب أن الجيش قد يفقد عامل المفاجأة وأن حزب الله قد ينفذ علمية هجومية قاسية ضد مواطني شمال إسرائيل. وطالب رئيس الأركان إدخال هذا الجواب إلى محضر الجلسة لكي يبين تحذيرات الجيش من خطر الأنفاق وينقل المسؤولية إلى المستوى السياسي في حال رفض الخروج إلى حملة عسكرية.
فأبدى نتنياهو عن امتعاضه من قرار إدخال تحذيرات الجنرال الإسرائيلي إلى محضر الجلسات بخصوص خطر الأنفاق، وحسب تقرير “هآرتس”، كان هذا ما رجّح الكف بالنسبة له لمنح الضوء الأخضر للجيش للتحرك ضد أنفاق حزب الله.
وتطرق تقرير “هآرتس” إلى الشرخ الذي نشأ بين رئيس الدفاع ليبرمان وبين قيادة الجيش على خلفية مواقف الجيش الإسرائيلي إزاء الوضع في غزة وحركة حماس، ففي حين كان ليبرمان يطالب بضربة قاضية ضد حماس في غزة من الجو، كانت القيادة الأمنية الإسرائيلية تعارض ذلك وتدعم خطوات تخفف الحصار على سكان غزة، فوصل حد أن وصف ليبرمان مشاوراته مع قيادة الجيش بأنها جلسة مع منظمة “سلام الآن”، وهي منظمة يسارية.
وفي إحدى الجلسات وصف رئيس الأركان ضغوط الوزير ليبرمان والوزير بينيت بالعمل ضد حماس، الأول في عملية من الجو والثاني في عملية برية، بأنها “قلة مسؤولية” على خلفية استعداد الجيش للخروج لعملية ضد أنفاق حزب الله. أما نتنياهو، فدعم موقف الجيش بالنسبة للتعامل مع الوضع في غزة.
وختمت “هآرتس” التقرير برد مقربي ليبرمان الذين رفضوا ما ورد في التقرير قائلين إنه تقرير غير صحيح ولا يمثل الحقيقة وإنما يمثل مواقف المسؤولين الذين سربوا هذه المعلومات.