نشر الصحفي بن كاسبيت، من صحيفة “معاريف” هذا الصباح أول خبر عن أن محمد ضيف، الرجل الذي يترأس الجناح العسكري لحركة حماس، لا يزال على قيد الحياة. نجا ضيف، وفقًا لما نُشر، من محاولة الاغتيال التي قام بها الجيش الإسرائيلي (للمرة الخامسة)، عندما قامت طائرة تابعة لسلاح الجو بإطلاق قذيفتين شديدتي الانفجار على البيت الذي كان ينزل فيه، وفق المعلومات التي نقلها جهاز الشاباك.
وكما هو معروف، تم تدمير البيت تمامًا وبين الأنقاض وُجدت جثة إحدى زوجات ضيف، واثنان من أولاده الصغار، لكن لم يتم العثور على جثته. بقيت منذ ذلك الحين مسألة مصير ضيف مسألة يشوبها الغموض. وكانت حماس قد ادعت بأنه نجا وبقي على قيد الحياة، وحتى أنهم نشروا صورة ظلية يُفترض أنها صورة قائد أركان حماس، قبل أشهر. دأب مسؤولون إسرائيليون، بينهم قائد الأركان بيني غانتس، على إعطاء معلومات غير واضحة خلال تصريحاتهم الرسمية. أوضح مسؤولون أمنيون إسرائيليون على مدى كل تلك الفترة، خلال محادثات داخلية، بأن هناك ثقة كبيرة بأن ضيف كان بالفعل في البيت الذي تم تفجيره وأن إمكانية أن يخرج حيًا من تلك العملية تتناهى للصفر.
إلا أنه، حسب ما نُشر هذا الصباح فإن كل تلك الشكوك انتهت، حيث أن ضيف نجا من عملية الاغتيال وهو على قيد الحياة. “ليس واضحًا بعد إن كان في البيت حينها وتمكن من الخروج منه قبل لحظات من القصف، أو لم يكن أبدًا في البيت (لم يصل بعد، أو خرج قبل العملية). إنما الأكيد هو أنه لا يزال على قيد الحياة”. هذا ما كُتب. لم تتم الإشارة في صحيفة “معاريف”، على الرغم من ذلك، إلى الحقائق التي تؤكد بأن ضيف لا يزال على قيد الحياة، يعود السبب في ذلك على ما يبدو من أجل عدم الكشف عن المصدر الذي أوصل المعلومة، ولكنهم نشروا خبرًا أكيدًا لا لبس فيه الأمر الذي يؤكد بأن هناك مصدر موثوق نقل الخبر.
نجا ضيف الذي تعتبره إسرائيل “المطلوب رقم واحد لديها”، والمسؤول عن مقتل الكثير من الإسرائيليين، من خمس محاولات اغتيال، من الجو وبطرق أُخرى. لقد فقد عينه، فقد أصابع إحدى يديه، فقد بعض أطرافه، ولكنه لم يفقد حياته بعد. يعيش ضيف، المُستهدف في كل لحظة، حياة حذرة جدًا حيث لا يُظهر وجهه للكاميرا منذ عشر سنوات تقريبًا، وقلائل فقط من يعرفون أين يتواجد. لا شك أنه في إسرائيل سيضطرون لمتابعة العمل بجهد كبير من أجل تعقبه.