الخيانات هي ظاهرة عمرها مساو لعمر البشرية، ويبدو أنّه لم ينجح أحد حتى الآن في فهم كيف يمكن منعها. أحد الافتراضات الأكثر شيوعا هي أن الاحتشام يمنع الانحلال. ولكن هل هذا صحيح؟ إذا نظرنا إلى المجتمع اليهودي المحافظ في إسرائيل، الحريص على الفصل بين الرجال والنساء وعلى الاحتشام، فيبدو أن الإجابة سلبية. ولكنّ ذلك لا يمنع أفراد المجتمع الصهيوني- المتديّن من الإصابة بصدمة مُجددا عند الكشف عن الظاهرة في صفوفهم.
يبدو أنّ الوسط الصهيوني- المتديّن، الأكثر تماهيا مع القلنسوات المحبوكة التي يرتديها الرجال، يعيش هزة لا مثيل لها في السنوات الأخيرة.
قبل عدة أسابيع كُشف في الإعلام الإسرائيلي أنّ رئيس مجلس المستوطنات جوش عتصيون في الضفة الغربية، دفع لامرأة عملت تحت إمرته تعويضات لئلا تكشف عن العلاقة الحميمية التي كانت بينهما، كما يفترض. ولكن حتى الآن لم يُحسم ماذا حدث بينهما حقا، إذا كانت تلك العلاقة مبينة على الموافقة أم لا، ولكن من المؤكد أنّ زوجة رئيس المجلس غير راضية أبدا عن هذه العلاقة. يعتقد كثيرون أنّ رئيس المجلس، الذي يعيش نمط حياة متديّن، قد خان زوجته.
قبل أشهر من فضيحة رئيس مجلس جوش عتصيون، كُشفت علاقة غرامية أخرى هزت المجتمع الصهيوني- المتديّن. فقد كشفت إحدى نساء النخبة من ذلك الوسط، أنّ زوجها يخونها مع امرأة متزوجة أخرى، في مجموعة واتس آب من بين أعضائها أيضًا زوجها، والمرأة الأخرى وزوجها، الذي لم يكن يعرف عن العلاقة الغرامية حتى تلك اللحظة. وقد تسربت الرسالة إلى الإعلام، فتخوّف المجتمع الصهيوني- المتديّن من الكشف.
أرسلت المرأة التي تعرضت للإحراج بعد أن تم الكشف عنها، رسالة نصية إلى الزوجة التي تمت خيانتها معتذرة، وأشارت فيها إلى أنّها “تحفظ التوراة والواجبات كثيرا ولم تكن “علاقة غرامية” بأي شكل من الأشكال”. من جهة أخرى، كتبت في رسالة أرسلتها للزوج “لا تحضننّي في الليل، لا تتصل الآن، حتى يصبح القلب مستقرا”. ويبدو أن هذه الرسالة تعبّر عن علاقة غرامية.
يمكن الاعتقاد أنّ عادات الاحتشام ربما ليست صارمة جدا عند هؤلاء الأشخاص المحددين. ولكن القصة التالية قد تفاجئكم أكثر. في مقابلة أجريت مع محقق خاص إسرائيلي كبير، كشف عن أحد الأسرار الأكثر إثارة للاهتمام مما نجح في حلها.
قال المحقق: “طلب أحد الحاخامات الشهيرين، والذي كان معتادا على السفر خارج البلاد كثيرا من خلال عمله، أن يستوضح صحة شائعة منتشرة عن زوجته”. كانت تقول الشائعة إنه عندما كان الحاخام يسافر إلى خارج البلاد، اعتادت زوجته على أن تجلس في المقاهي، ترفع تنّورتها، وتكشف عن ركبتيها الرقيقتين للمارّة. إن الحقيقة التي اكتشفها المحقق لا تصدّق.
لقد أوضح قائلا: “بدأنا بمراقبة زوجة الحاخام، التي كانت جميلة جدا. بدأنا نراقبها في الشارع ورأيناها تدخل إلى مرافق عامة. فدخلت إلى المرافق وهي تبدو متديّنة تقية ولكنها خرجت منها وهي تبدو بمظهر آخر مرتدية بلوزة لا تغطي جسمها تماما وسروال ضيّق… تابعنا العمل على مراقبتها حتى دخلت إلى شقة تُستخدم كبيت دعارة. دخل أحد العملاء إليها بصفته زبونا، وطلب من السيّدة المسؤولة فيه أن يرى الفتيات التي تقدمن خدماتهن فكانت زوجة الحاخام هي الأولى التي تقدمت إليه “.
ولكن رغم هذا المثال، ففي المجتمعات المحافظة أيضًا، بحسب كلام المحقق، يخون الرجال أكثر من النساء. من الصعب فهم ما الذي يدفع أشخاصا متديّنين ومحافظين، يؤمنون بالبنية الأسرية التقليدية، إلى كسر ثقة زوجهم/زوجتهم، والمخاطرة في تفكيك أسرتهم. النتيجة هي أنه عند ارتداء ملابس مكشوفة وملابس محتشمة أيضًا، فإنّ الطبيعة البشرية تبقى نفسها.