فحص طاقم موقع “المصدر” ما هي الطرق الأكثر شعبية في إسرائيل للتعارف. فوجد أنها تبدأ بصرعات عالمية مثل تطبيقات التعارف، مرورا بطرق تقليدية وانتهاء بطرق التعارف المميّزة المرتبطة بالخدمة العسكرية الإسرائيلية الإلزامية. فيما يلي الطريق التي يبحث فيها الإسرائيليون عن شركاء الحياة.
تطبيقات التعارف – بدءا من “تيندر” وانتهاء بـ “ثلث جنة عدن”
لقد أثبتت الهواتف الذكية منذ زمن أنها ليست هواتف متطوّرة فحسب، فقد أثرت في مجال التعارف والحياة الزوجية في تغيير قواعد اللعبة. أصبحت التطبيقات التي تهدف إلى لقاء الأشخاص الغرباء معا بهدف إقامة علاقات رومانسية أو جسدية، قريبة جدا من الجميع، وصرعة لا يمكن التصدي لها.
ويبدو أنه ولى عصر الفترة التي كان يجري فيها الأزواج لقاءات مواعدة مع عشرات الأشخاص المرشحين. أصبحت قوائم الأزواج المحتملين لا نهائية بفضل التطبيقات ومواقع التعارف.
وباتت تطبيقات التعارف هذه تطبيقات اجتماعيّة معمول بها. وصل عدد تنزيل تطبيق “تندر” (Tinder) العالميّ، الذي يُعد التطبيق الأكثر شعبية إلى 50 مليون. يُعرف التطبيق بصفته تطبيق تعارف غير ملزم وقصير الأمد، ولكن تعرف أزواج كثيرون تزوجوا في الفترة الأخيرة على بعضهم عبره.
ومن المعروف أن الإسرائيليين يحبون إقامة شركات ناشئة، ولديهم تطويرات محلية تلبي متطلبات التعارف. تطبيق “ثلث جنة عدن” (وفق التقاليد اليهودية من يعمل على الوساطة يحظى بـ “ثلث جنة عدن”) هو تطبيق تعارف إسرائيلي معد للجمهور المتديّن التقليدي (عدد التنزيلات هو 50 ألف). يستخدم مثليون كثيرون تطبيق “Grindr” للتعرف على شركاء حياة جدد (عدد التنزيلات هو 10 آلاف)، وهناك تطبيقات تعارف أيضا لمربي الحيوانات الأليفة، وحتى لتعارف الكلاب ذاتها مثل تطبيق “Twindog” (عدد التنزيلات 50 ألف).
ولكن كيف تؤثر كثرة الإمكانيات التي تقدمها مواقع التعارف والتطبيقات في احتمال العثور على شريك حياة؟ تشير الأبحاث إلى أن نسبة الأشخاص الذين يقيمون علاقات طويلة الأمد عبر مواقع التعارف قليلة جدا في الواقع. يبدو أن الأشخاص يطورون إدمانا على قدرة الاختيار بين عدد غير محدود من الإمكانيات. يتضح من مقابلات أجريت مع أزواج يمرون في مراحل التعارف عبر مواقع التعارف أنه أثناء لقاءات التعارف يفحصون إذا تلقوا رسالة أخرى من عشيق محتمل آخر. إن شعور التوق، التفاعلية، لا سيّما الشعور أن الإمكانيات مفتوحة أمامهم – يعيق جميعها وقف الصراع المستمر.
الطريقة التقليدية – وساطة الزواج
إن طريقة وساطة الزواج عبر طرف ثالث، التي كانت الطريقة الشائعة والوحيدة للتعارف والحصول على موافقة العائلة أصبحت تعد قديمة لدى الإسرائيليين. رغم ذلك، ما زالت هذه الطريقة مزدهرة غالبًا لدى العائلات المحافظة والمتدينة أكثر، مثل العائلات المتدينة اليهودية، التي يكون احتمال التعرف فيها إلى شريك حياة بشكل تلقائي وغير مراقب ضئيلا جدا.
ولم يعد دور وسيط الزواج يقتصر على أقرباء العائلة فحسب، بل على الاختصاصيين الذين يعملون في هذا المجال. يتلقى وسيط الزواج الحاريدي 2000 دولار مقابل كل تعارف ناجح ينتهي بالزواج. يتعين على المعنيين بالوساطة أن يصرحوا عن معلومات شخصية، مثل المؤسَّسات التي درسوا فيها، سرد نسبهم، قدرتهم الاقتصادية، حالتهم الصحية، وتعبئة استمارات شخصية، وغيرها.
وعلى وسطاء الزواج أن يجروا لقاءات بين مرشحين محتملين، لديهم طموحات وقدرات شبيهة، ولكن الوعود والتوقعات تظهر أحيانا أنها غير واقعية. فمن جهة يمكن أن تتجنب طريقة وساطة الزواج الإحباط وتضييع الوقت، لمن ينوي الزواج. ومن جهة أخرى، يخفق وسطاء الزواج دورهم عندما لا يكون مرشحون محتملون في قائمة المرشحين التي بحوزتهم. في هذه الحال، قد يقترحون مرشحين لا يستوفون متطلبات الأزواج. رغم ذلك، يتماشى زبائن وساطة الزواج مع أوضاع حرجة غير ملائمة تعرضوا لها.
ويشكل الحفاظ على الخصوصية مشكلة أخرى في وساطة الزواج. فمن جهة، يرغب وسيط الزواج الكشف عن أكبر عدد من التفاصيل أمام الأزواج ليقرروا إذا كانوا معنيين بالتعارف أم لا. ومن جهة أخرى يتضمن هذا التعارف الكشف عن تفاصيل شخصية جدا، لا يرغب الأشخاص في كشفها على الآخرين قبل التعرف إليهم.
ورغم أن عدد العزاب الذين يستخدمون تطبيق وساطة الزواج تقلص جدّا بسبب وجود تطبيقات تعارف أخرى، فلا يُتوقع أن تختفي هذه الطريقة. على الأقل في المجتمعات التي لا يكون الزواج فيها ناتجا عن علاقة حب تلقائية بل عن اتفاق مخطط مسبق، يشكل جزءا من الحفاظ على المصالح العائلية.
الخدمة العسكرية المشتركة – طريقة التعارف المميّزة في إسرائيل
رغم أن فترة الخدمة العسكرية مثيرة للضغط ومختلفة عن الإطار التعليمي الثانوي الذي يصل منه الجنود إلى الجيش مباشرة، يشهد إسرائيليون كثيرون، في وقت لاحق، على أن هذه الفترة جميلة، لذيذة، ويشتاقون إليها. يعود جزءا من هذا الشعور إلى الجو السائد أثناء الخدمة والعلاقات الاجتماعيّة التي تنشأ خلالها وتتعزز بعدها.
وتتحدث السيدة “ه” عن أنها تعرفت إلى زوجها أثناء خدمتهما العسكرية المشتركة، وعن مدى انتشار ظاهرة التعارف أثناء الخدمة العسكرية. “كنت مسؤولة عن الإرشاد في الثكنة العسكرية، ولهذا كانت معي مفاتيح كل غرف الإرشاد. كان يتوسل إلي كل الوقت جنودا وجنديات لإعطائهم مفتاح غرفة إرشاد لينفردوا في مكان هادئ”.
وكان من المتبع اعتبار الجيش الإسرائيلي كـ “مكتب التعارف الأكبر في إسرائيل”. من المعتاد القول إن الكثير من الضباط الكبار في الجيش الإسرائيلي في وقتنا هذا متزوجون من نساء خدمن سابقا تحت إمرتهم. ولكن لا تحدث هذه الحالات في يومنا هذا لأن الجيش الإسرائيلي يتجنب وجود علاقات التعبية بين الضباط والجنود الذين تحت إمرتهم منعا للاستغلال والإخفاق المهني.
ولكن ما زال الجنود المبتدئين يتعرفون إلى بعضهم. فجزء كبير من الشبان في أعمار 18 حتى 21 يخدمون في الجيش الإسرائيلي، ويخدمون في ثكنة عسكرية مغلقة يغادرونها مرة كل بضعة أسابيع. يظل الجنود في الثكنة بعد إنهاء يوم الخدمة لهذا تصبح بيتهم المؤقت لمدة سنتين حتى ثلاث سنوات. في مثل هذه الحال، تشنأ علاقات بين الجنود والجنديات في الثكنة، يقضي الجميع أوقات الفراغ معا، ويتعرفون على هوايات مشتركة، ويقيمون علاقات رومانسية.