لا يشكل اغتيال نشأت ملحم، من قرية عارة، منفذ العملية الذي قتل ثلاثة مواطنين من تل أبيب ونجح في الهروب، نهاية للقضية من جهة جهاز الأمن الإسرائيلي، وبقي الكثير من الأسئلة مفتوحة وما زال جهاز الأمن العام والشرطة يحققون في القضية.
ولكن طريقة عمل الشرطة وجمع المعلومات حول مكان اختباء ملحم، والذي سيُدفن اليوم، يطرحان أسئلة كثيرة بقيت مفتوحة ومن المفترض أنها ستبقى دون إجابات مؤكدة إلى الأبد.
كانت تأمل القوى الأمنية في إسرائيل أن تمسك به حيا لتفهم لماذا قام بفعلته ومن يقف وراء ذلك – ولكن عندما بدأ بإطلاق النار نحو قوات جهاز الأمن العام أطلِقَت النار عليه وقُتل.
جمعنا عددا من الأسئلة التي بقيت مفتوحة ويبدو أن ملحم سيُدفن محتفظا بالإجابات عليها.
كيف نجح في الهروب من تل أبيب إلى الشمال من دون أن يتمكن أي شرطي بالقبض عليه؟
وصلت دوريات الشرطة الأولى إلى الحانة في تل أبيب، وهو المكان الذي بدأت فيه عملية القتل، وذلك بعد دقيقتين و 45 ثانية من إطلاق النار. وقد نجح ملحم في الهروب مشيًّا على الأقدام، وأن يقول للمارة إنه تم إطلاق النار في المنطقة وأن يستقل سيارة أجرة كان يقودها أمين شعبان. وفي هذه المرحلة ليس واضحا أين ركب سيارة الأجرة وكيف نجح في الهروب من حواجز التفتيش – وفيما بعد قتل شعبان بالقرب من احد الفنادق المعروفة في تل أبيب. وقد تابع قيادة سيارة الأجرة بعض الكيلومترات ومن ثم تركها في إحدى الشوارع المكتظة في إسرائيل.
وفق التقديرات، خلال نحو ساعتين ونصف كان قد نجح في الوصول إلى وادي عارة، رغم عدم وجود مواصلات عامة وكما ذُكر آنفا فقد ترك سيارة الأجرة التي اختطفها من أمين شعبان. وتشير التقديرات في الشرطة إلى أنه قريبا من الساعة 19:00 مساء كان ملحم في منطقة المثلث، قريبا جدا من منزله. وهنا يطرح سؤال آخر وهو هل حظي ملحم بمساعدة شخص آخر كان قد نقله إلى مكان اختبائه؟
هل خطط لتنفيذ حملة إطلاق نار إضافية؟
إن طريقة عمل نشأت ملحم ليست واضحة أيضا في هذه المرحلة. نُشرت خلال الأسبوع، تقارير جاء فيها أنه ينوي تنفيذ عملية أخرى، ولكن هذا يتناقض مع هدفه حين ابتعد عن منطقة مركز البلاد وعاد إلى وادي عارة. كذلك هناك تساؤلات حول طريقة عمله أثناء تنفيذ العملية: لماذا توقف عن إطلاق النار رغم أنه كانت بحوزته رصاصات كثيرة؟ هل لم يخطط أن يموت شهيدا؟
والسؤال الأهم: ماذا كان الدافع وراء إطلاق النار؟
فيما عدا ماضيه الأمني (لقد حكم عليه بتهمة اختطاف بنقية لجندي إسرائيلي وقضى عقوبة السجن)، ليس معروفا حاليا ما هو التنظيم الذي ينتمي إليه. وقد “تبنته” حماس عندما أثنت على العملية وادعت أن ملحم “قد دب الرعب في قلب الكيان الصهيوني”، ولكن بالمقابل يُفحص احتمال أنه عمل كجزء من خلية باستلهام من داعش. وقد سكن وعمل في السنوات الأخيرة في منطقة تل أبيب، وكان على علاقة مع شبان وشابات يهود، تعاطى المخدرات وتاجر فيها وقد عاد إلى الدين وتأثر من التحريض – ولم يتضح بعد ما هو الدافع وراء ما ارتكابه العملية، وكم من أبناء عائلته عرفوا عن مخططه.