كما في كل عام، استغل رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، افتتاح السنة الدراسية ليهنئ التلاميذ الجدد في الصف الأول، وليتمنى لهم النجاح في بداية طريقهم في النظام التعليمي. ولكن هذا العام، عندما زار مدرسة في مدينة أشكلون، اختار نتنياهو أن يخطب أمام الطلاب الصغار خطابا استثنائيا بعض الشيء، وهناك شك إذا ما كان تلاميذ المدرسة الابتدائية هؤلاء قادرين على استيعاب كلامه.
وأضاف: “إن سياستي واضحة: لا مكان لضبط النفس، للاحتواء، للتسامُح مع الإرهاب، أبدا”. صفّق التلاميذ لتصريحاته، ولكن كان واضحا أن الكثيرين منهم لم يفهموا كلامه تماما.وهذا ما قاله نتنياهو: “أريد أن تكونوا صهاينة. لدينا أرض واحدة فقط وهي هذه الأرض، وعلينا أن نحافظ عليها”.
نتنياهو أمام الطلاب: “لا مكان لضبط النفس، للاحتواء، للتسامُح مع الإرهاب، أبدا”
وأضاف: “الدرس الأول في الصف الأول هو “سلام أيها الصف الأول”، مع التأكيد على كلمة سلام. نحن نربي أطفالنا على السلام، ولكن على بعد بضعة كيلومترات من هنا تربي حماس أطفالها على عكس ذلك. إنها تحاول كل مرة إطلاق الصواريخ علينا، عليكم”.
كانت مئات التعليقات في الفيس بوك حول خطاب نتنياهو أمام الأطفال مؤيدة في الغالب، وأثنت على نتنياهو. ومع ذلك، كان هناك من انتقد اختيار نتنياهو بأن يقول هذا الكلام أمام الأطفال. قالت إحدى المتصفحات: “هؤلاء أطفال صغار، بحقّ السماء”. وقال متصفح آخر: “ستكون لدى هؤلاء الأطفال كوابيس، لماذا تتحدث لهم عن ذلك؟”.
أوري مسغاف: “من يستطيع إلقاء كلمات كهذه في آذان أطفال صغار في السادسة من عمرهم فيعاني من ميزات مرضية”
وعلّق صحفي “هآرتس” أوري مسغاف بغضب على كلام رئيس الحكومة. فكتب في عامود خاص به في الصحيفة: “من يستطيع إلقاء كلمات كهذه في آذان أطفال صغار في السادسة من عمرهم فيعاني من ميزات مرضية”. وأضاف مسغاف: “من الصعب أن تصدّق أنّ إنسانا منقطعا مثله يعتقد أنّه من المنطقي الحديث مع أطفال في السادسة من عمرهم بكلمات مثل ضبط النفس، احتواء، إحباط، إطلاق صواريخ، إرهاب، الجيش والصهيونية”.
ووجّه الممثّل الكوميدي ليئور شلاين، مقدّم البرنامج التلفزيوني الساخر “غاف هأوماه” هو أيضًا انتقادات شديدة لنتنياهو. تساءل شلاين: “ماذا تريد من هؤلاء الأطفال؟ لماذا تخيفهم؟”.
وأضاف شلاين: “لدينا أرض واحدة حقا، ويجب الحفاظ عليها من القتلة المتعصّبين مثل حماس، ولكن لماذا يقول ذلك لأطفال في السادسة من العمر؟”. وفي نهاية كلامه قال شلاين: “أنت رئيس حكومة، ولا يمكنك أن تصوّر نفسك وأنت تحرض أطفالا في السادسة وأن تنشر ذلك إلى الفيس بوك”.