تقترب الجهود الدبلوماسية حول مستقبل الاتفاق المتشكّل بين إيران والقوى العظمى الغربية إلى ذروتها، بما يبدو كمحاولة مشتركة لإسرائيل ودول الخليج لثني الرئيس أوباما عن التوقيع عليه. يُدخل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين، نتنياهو، جهوده التي امتدّت لسنوات طويلة ضدّ البرنامج النووي الإيراني في حملة الانتخابات التي يديرها، ودول الخليج تكشف أدلة جديدة عن تورّط إيران بالإرهاب العالمي من أجل ردع أوباما.
نشر نتنياهو أمس في إطار حملته الانتخابية هذا الفيديو، الذي يعرض المعضلة التي تقف أمامه الآن كمماثلة للمعضلة التي كانت وقتها تقف أمام رئيس الحكومة الإسرائيلية الأول، دافيد بن غوريون، مساء الإعلان عن الدولة اليهودية: هل نتماشى مع متطلّبات وزارة الخارجية الأمريكية في عدم الإعلان عن الدولة، أم نعلن عنها كما تُوجب المصلحة الإسرائيلية؟
وفي نهاية مقطع الفيديو يُطرح السؤال: “هل كنا هنا اليوم لو لم يكن بن غوريون قد قام بالأمر الصحيح”؟ وهو يلمح بذلك إلى أنّه إذا لم “يقم نتنياهو بالشيء الصحيح” ويواجه الإدارة الأمريكية، فإنّ دولة إسرائيل ستقف أمام خطر وجودي. ولا يذكر مقطع الفيديو أن الرئيس الأمريكي حينذاك هاري ترومان في الواقع قد دعم إقامة الدولة اليهودية، بل واعترف بها بشكل فوري، بعد 11 دقيقة فقط من إعلان بن غوريون. أما من عارض ذلك فقد كان وزير الخارجية الأمريكي حينذاك، جورج مارشال.
وفي الوقت نفسه، نشر المجلس الإيراني الأمريكي، الذي يمثّل الجالية الإيرانية في الولايات المتحدة، قبل أيام قليلة، بيانًا يشهّر بنتنياهو ورئيس مجلس النوّاب الأمريكي جون باينر، ويدعو الرئيس أوباما إلى عدم الابتعاد عن المسار الدبلوماسي مع إيران. “هل سيقف الكونغرس الأمريكي بجانب الرئيس الأمريكي، أم بجانب زعيم أجنبي”؟ هذا ما سأله البيان، حيث وضعتْ عليه صورتا أوباما ونتنياهو بجانب بعضهما البعض. ويتهم مسؤولون جمهوريون المجلس بأنّه فرع لصالح النظام الإيراني.
وإلى جانب نتنياهو والإسرائيليين، يبدو أنّ الأكثر قلقا من احتمال عقد اتفاق إيرانيّ أمريكي هم الخليجيون. ففي بيان نُشر اليوم في صحيفة “الشرق الأوسط”، المؤيّد للأسرة المالكة السعودية، ذُكر أنّ هناك أدلة جديدة على كون إيران قد دعمت القاعدة وجبهة النصرة من أجل الإضرار بسفارة الولايات المتحدة في أبو ظبي، وبمنشآت عسكرية في الأردن ومطار هيثرو في لندن. وفقا للبيان، فقد أشرف حزب الله على تدريب مقاتلي تلك التنظيمات في الأراضي الإيرانية.
ورغم الضغوط الهائلة من قبل الخليج وإسرائيل، ورغم الأجواء السلبية التي يُشعر بها في طهران تجاه احتمالات التوصل إلى اتفاق، يبدو أنّ أوباما ووزير الخارجية جون كيري لم يفقدا أملهما من المحادثات.