كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اليوم عن وثيقة نقلها قبل نصف سنة رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى رئيس المعارضة الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، بهدف حث الأخير على إقامة حكومة وحدة. تطرقت الوثيقة الإعلان عن نوايا حول دفع مبادَرة سلام إقليمية مع الفلسطينيين والدول العربية قدما.
نقل نتنياهو الوثيقة إلى هرتسوغ بعد سبعة أشهر من القمة السرية التي عُقِدت في شباط 2016، في العقبة في الأردن، بمشاركة وزير خارجية الولايات المتحدة، جون كيري، الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن، عبد الله الثاني.
وفق مراسل صحيفة “هآرتس”، باراك رفيد، كان من المفترض أن يعرض نتنياهو وهرتسوغ معا وثيقة الإعلان عن النوايا المشتركة في قمة إقليمية في مصر مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وربما في قمة أخرى مع ملك الأردن، عبد الله الثاني في وقت لاحق بعد مرور عدة أسابيع، في بداية تشرين الأول 2016. كان من المتوقع أن تشكل القمة في مصر بداية مبادرة سلام إقليمية، وكان ينوي نتنياهو وهرتسوغ بعد عودتهما فورا الإعلان عن مفاوضات سريعة لإقامة حكومة وحدة.
ولكن بعد مرور ثلاثة أسابيع منذ أن اقترح نتنياهو اقتراحه على هرتسوغ، وبعد أن توصلا إلى اتفاق أولي حول مضمون التصريحات، بدأ نتنياهو في التراجع عن الوثيقة وعن الاتفاقات التي تم التوصل إليها، على خلفية تعرضه لأزمة سياسية مع جهات يمينية في الائتلاف، حول إخلاء بؤرة عمونا.

فيما يلي أهم ما جاء في وثيقة تصريحات النوايا التي أطلقها نتنياهو وتراجع عنها لاحقا (المستند الكامل مرفق كصورة):
“نعرب مجددا عن التزامنا بحل الدولتين لشعبين ونصرح برغبتنا حول دفعه قدما. تطمح إسرائيل إلى إنهاء النزاع وتسوية المطالب، الاعتراف المتبادل بحل الدولتين القوميتن، والتوصل إلى ترتيبات أمنيّة مستمرة وإلى حل إقليمي”.
“تطلب إسرائيل من الفلسطينيين استئناف المفاوضات المباشرة، الثنائية، دون شروط مسبقة”.
“تنظر إسرائيل نظرة إيجابية إلى مبادرة السلام العربية، وترحب ببدء المحادثات مع الدول العربيّة حول هذه المبادرة، بهدف العمل معا ودفع حل الدولتين قدما وإرساء سلام شامل في المنطقة”.
“ستُدار النشاطات الإسرائيلية في المستوطنات في الضفة الغربية بشكل يتيح حوارا إقيلميا حول السلام وتحقيق هدف حل الدولتين لشعبين”.
وفق مراسل صحيفة “هآرتس”، دارت جدالات كثيرة بين نتنياهو وهرستوغ حول هذا البند، وتجسد صياغته الغامضة مدى استعداد نتنياهو لتجميد البناء في المستوطنات الصغيرة، خلافا للكتل الاستيطانية الكبيرة التي ستُضم إلى إسرائيل.
“ستعمل إسرائيل مع السلطة الفلسطينية لتحسين الوضع الاقتصادي بشكل ملحوظ والتعاون الاقتصادي، بما في ذلك في المناطق سي”.
وفق التقارير، طلب هرتسوغ أن يُكتب أن إسرائيل ستتيح للفلسطينيين إمكانية البناء وإقامة المشاريع الفلسطينية في المناطق سي.