كشفت نتائج أولية لوحدة التحقيق مع الشرطة الإسرائيلية، التابعة لوزارة العدل الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، بخصوص أحداث العنف التي حصلت قبل عملية إخلاء القرية البدوية أم الحيران، وراح ضحيتها شرطي إسرائيلي جرّاء حادثة دهس، وقتل فيها مواطن من القرية برصاص قوات الشرطة، لا تنسجم مع الرواية التي صرح بها قائد الشرطة الإسرائيلية ووزير الأمن الداخلي في أعقاب الأحداث، أن المواطن البدوي يعقوب أبو القيعان نفذ عملية دهس راح ضحيتها شرطي إسرائيلي.
وأظهرت النتائج التي سربت للإعلام الإسرائيلي أن تصرف عناصر الشرطة في مسرح الحادثة لم يكن جيدا، وأن إطلاق النار صوب سيارة أبو القيعان لم تكن مبررة من ناحية قوتها وتوقيتها. فقد أشارت النتائج إلى أن رجال الشرطة أطلقوا النار على سيارة أبو القيعان وهو على مسافة بعيدة منهم وليس عن قرب كما أدعوا، وأن السيارة تقدمت نحوهم ببطء وليس بسرعة كما أدعى رجال الشرطة. وجاء كذلك أن أبو القيعان سافر ومصباحي سيارته الأماميين كانا مضاءين وليس كما ادعى عناصر الشرطة بأنهما كانا مطفآن.
وكان وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، قد تطرق إلى الأحداث بنبرة مختلفة أمس الثلاثاء، خلال جولة عقدها في الجنوب، حيث سمى دهس الشرطي ومقتل أبو القعيان ب “الحادثة المؤسفة” بعدما كان قال إنها “عملية إرهابية”، ووصف أبو القيعان ب “المواطن” وبعدما كان قال عنه “مخربا”. وأشار محللون إسرائيليون إلى أن تغيّر نبرة أردان تدل على تراجع في رواية الشرطة والوزير، وأن الوزير على علم بنتائج التحقيق المغايرة للرواية.

وجرّ التسريب الذي نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن نتائج التحقيق الأولية لوحدة التحقيق مع الشرطة، ماحاش، والمتوقع نشرها قريبا، انتقادات واسعة لقائد الشرطة الإسرائيلية ووزير الأمن الداخلي، الذين سارعا إلى الحديث عن عملية على خلفية قومية، واتهام المواطن أبو القيعان بأنه منفذ عملية إرهابية، في حين أنه، كما يبدو، وقع ضحية لتسرع رجال الشرطة الذين أطلقوا النار عليه متسببين في أنه دعس على دواسة الوقود بصورة لا إرادية، وفي قتله.
وردّت عائلة أبو القيعان على نشر النتائج الأولية للتحقيق بالقول إن الشرطة قامت بقتل ذويهم، وطالبت بإقالة قائد الشرطة ووزير الأمن الداخلي. وفي حين قال قائد الشرطة في رده على النتائج الأولية إنه تحدث مع رئيس وحدة التحقيق ضد الشرطة وقد أبلغه أنه لا توجد نتائج نهائية بعد. وما زالت ملابسات القضية قيد التحقيق.
وكان وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، وقائد الشرطة، روني الشيخ، قد صرحا في ال18 من يناير، بأن قوات الشرطة الإسرائيلية التي وصلت إلى قرية أم الحيران في النقب، بهدف إخلائها، تعرضت لعملية دهس من قبل أحد مواطني القرية. وأكد المسؤولان أن المواطن، يعقوب أبو القيعان، مربي في مدرسة في النقب، انتمى إلى الحركة الإسلامية ونفذ عملية دهس مستوحاة بتنظيم الدولة داعش. واستنكر المسؤولان الكبيران ورئيس الحكومة ووزراء الحادثة وقالوا إنها تعد نقطة تحول في ما يتعلق بالعلاقة بين إسرائيل والأقلية البدوية في إسرائيل.
وهاجت الأرواح في أوساط المجتمع العربي في إسرائيل في أعقاب الأحداث، وطالب النواب العرب الذين حضروا إلى مكان الإخلاء بفتح تحقيق في ملابسات الحادثة. واتهم هؤلاء قائد الشرطة ووزير الأمن الداخلي بالتحريض ضد المواطنين العرب في إسرائيل ونادوا بإقالتهما. وأقيمت مظاهرة حاشدة في أعقاب الحادثة، شارك فيها آلاف المواطنين من عرب 48.