يتيح الهدوء النسبيّ على الحُدود مع قطاع غزة، الذي يسود منذ أن توصلت إسرائيل وحماس إلى اتفاقات حول وقف إطلاق النار منذ الليلة الواقعة بين الجمعة والسبت لمصر ومبعوث الأمم المتحدة، ملادينوف، العمل بجدية للتوصل إلى حل شامل للأزمة بين كلا الجانبين منعا لاندلاع حرب.
نشرت صحيفة “الحياة” اليوم أن إسرائيل قد تقدمت في المفاوضات مع حماس، وفي الواقع وافقت على الهدنة مقابل إزالة الحصار وتحسين الوضع الاقتصادي في القطاع، دون فرض شروط مسبقة فرضتها في الماضي، مثل نزع سلاح حماس، إيقاف بناء الأنفاق، وإطلاق سراح المفقودين الإسرائيليين. إضافة إلى ذلك، لم تبدِ إسرائيل معارضتها إزاء التسوية بين حماس وفتح، لهذا لن تكون حجة لدى عباس.
يشير ذلك إلى رغبة إسرائيل في حل الأزمة في قطاع غزة دون اتخاذ عملية عسكريّة، وبالمقابل، التركيز على الجبهة الشمالية.
ألمح وزير الدفاع اليوم أن الكرة في ملعب حماس: “علينا أن نتساءل أربعة أسئلة أساسية”، قال ليبرمان: “هل إسرائيل معنية بشن حرب ضد حماس في قطاع غزة؟ الإجابة، لا. هل نخشى من الحرب في قطاع غزة؟ لا أيضا. هل نحن مستعدون لقبول الحرائق، الطائرات الورقية الحارقة، والاشتباكات عند الحدود؟ كلا. والسؤال الأخير، هل عملنا لتجنب الحرب في قطاع غزة؟ الإجابة، نعم. لهذا، حماس هي المسؤولة عما سيحدث من الآن فصاعدا في قطاع غزة”.
هناك إشارات أخرى على رغبة إسرائيل في التوصل إلى تسوية، تعرب عنها الجهة الأكثر يمينية في الحكومة – نفتالي بينيت، رئيس حزب “البيت اليهودي”. أوضح بينيت اليوم أن إمكانية دخول غزة برا هي الاحتمال الأخير فقط مشيرا إلى أن هناك خطوات يجب اتخاذها قبل ذلك، ومنها خطوات مدنية واقتصادية. تشير التقديرات إلى أن بينيت يلمح لنتنياهو أنه لن يهاجمه إذا توصل إلى تسوية مع حماس.
ولكن السؤال هو ماذا ستفعل حماس. تخشى إسرائيل من أن إيران تؤثر في قرارات الجناح العسكري، وبما أن إيران تتعرض لهجوم إسرائيلي في سوريا وضغط أمريكي خطير، ستفضل الحفاظ على أن يسود “توتر” بين إسرائيل والفلسطينيين.