يُقام اليوم (الثلاثاء)، بمناسبة يوم الوعي لاختطاف الأطفال اليمنيين، سيُعقَد في الكنيست الإسرائيلي نقاش حول قضية اختطاف الأطفال اليمنيين، إثر طلب بعض أعضاء الكنيست من أحزاب مختلفة.
“إنها قصص لا يريد أحد إثارتها، خشية مما سيتم فضحه”
قضية أطفال اليمن هي قضية مئات الأطفال من الأسر التي هاجرت إلى إسرائيل من اليمن في الخمسينيات وقضية اختفائهم. وفقا لشهادات الأسر فقد أُخِذ أطفالهم إلى المستشفيات، أحيانا بذرائع سخيفة، وتم إخفاؤهم.
وقال رئيس لجنة الدستور والقانون التابعة للكنيست في مستهلّ المناقشة: “السؤال هو: أين كنّا حتى الآن؟ هناك أمر مذهل، مجنون: كلّهم يعرفون أنّ هناك بروتوكولات، والكلّ مقفَل، كأنها أسرار القنبلة الذرية لدولة إسرائيل. يبدو لي ذلك سخيفًا تمامًا”.
وعبّر أحد أعضاء الكنيست الذين بادروا إلى النقاش: “تتحوّل وصمة العار هذه إلى ندب في المجتمع الإسرائيلي. لقد خُطف الأطفال من أمهاتهم، وهذا واقع مجنون. أطلب فتح البروتوكولات وكشف الحقائق. أتوقّع من رئيس الحكومة أن يتصرف على وجه السُّرعة”.
وكانت عضو كنيست من أصل يمنيّ قد كشفت في فيس بوك أنها لم تتعرّف مطلقًا إلى أخيها وأختها، اللذَين يُحتمَل أن يكونا بين الأولاد المخطوفين. “ قد تكون لديّ أخت في مكان ما من هذا العالم، قد يكون لديّ أخ لن ألتقي به أبدًا”، كتبت راويةً قصّة أسرتها:
“وفق ما أخبرتني إياه أمي حين كانت على قيد الحياة، توفي أخي الأكبر بعمر سنة ونصف سنة، لكنّ الغريب أننا اكتشفنا قبل بضع سنوات عدم وجود قبر واحد، بل قبرَين باسمه في المقبرة نفسها في برديس حنا. أمّا بخصوص أختي، فقد قال الأطباء لأمي بعد ولادتها إنّ الطفلة لم تعِش، بل ماتت. لكنّ أمّي لم ترَ الجثّة مطلقًا، لم تحصل على شهادة وفاة، ولم تُدفَن مطلقًا تلك الأخت التي قيل إنها ماتت”.
وكان قد فُرض أمر منع نشر للشهادات المختلفة التي جُمعت بشأن هذه القضيّة. لم تُجد أربع لجان تحقيق نفعًا، إذ توصّلت إلى أنّ الغالبية الساحقة من الأطفال تُوفّوا، فيما ليست هناك معلومات كافية حول الأقلية المتبقية ليتمّ تحديد مصيرهم بدقّة.
وتحدّث ممثّل أرشيف الدولة، حيث تُحفَظ البروتوكولات، في المناقشة قائلًا: “يسرّنا كثيرًا أن نفتح كلّ شيء، لا يُفرحنا إخفاء شيء، لكنّ القانون معقّد جدًّا”.وأنهت عضو الكنيست كلامها بالقول: “أتى الوقت لنستوضح كاملًا قضية خطف الأطفال اليمنيين، حان الوقت لكشف الحقيقة”.
وتابع قائلًا أنّ هناك عقبتَين يجب التغلّب عليهما من أجل كشف موادّ القضية: “الأولى هي أنّه حين تودع موادّ كهذه، تكون مُقفَلة لثلاثين سنة وفق القانون، وقد أُودعت الموادّ عام 2001. للحكومة الصلاحية القانونية أن تأمرنا بالكشف عنها في وقت أبكر، وإذا أمرتنا بكشف النقاب عنها سنفعل. أمّا العقبة الثانية فهي قانون الخصوصيّة، الذي يحظُر على السلطات كشف معلومات عن مواطنين ما داموا أحياء، وليس لدى الحكومة صلاحية انتهاك هذا القانون”.
“نأمل أن يأتي يوم ونعرف حقيقة ما جرى لأبناء عائلتنا، وربما نتوحد من جديد. سيكون هذا بمثابة حلم يتحقق، لكن لكي يتحقق هذا يجب كشف البروتكولات والشهادات”
وإلى جانب اهتمام أعضاء الكنيست بالقضية، أبدى مطربون إسرائيليون معروفون، من أصول شرقية، اهتمامهم بالقضية، أبرزهم المغني إيال غولان. وذلك بعدما التزموا الصمت لسنوات عديدة ولم يتطرقوا إلى القضية. وكتب واحد منهم، في تعليق حول القضية “حسب اعتقادي، لقد اختطفوا ولدا من كل بيت ثالث في المدينة التي ولدت بها”. وأضاف “لقد علمت بهذه القصص منذ طفولتي عن قرب. إنها قصص لا يريد أحد إثارتها، خشية مما سيتم فضحه”.
وكتب مغنٍ آخر من أصل يمني، فقدت عائلته ولدا وبنتا وقيل للأهل أنهما توفيا، “نأمل أن يأتي يوم ونعرف حقيقة ما جرى لأبناء عائلتنا، وربما نتوحد من جديد. سيكون هذا بمثابة حلم يتحقق، لكن لكي يتحقق هذا يجب كشف البروتكولات والشهادات”.
يذكر أن المطرب إيال غولان كان قد خصص أغنية، قبل سنوات من انفجار القضية وتداولها بين الناس، بعنوان “سعدية”، تتحدث عن طفلة يمنية اختطفت. وفيما يلي كلمات من هذه الأغنية:
“كنت طفلة/
وسيمة ومبتسمة.
لن تعرفي كم كان جدك/
يحب النظر إليك.
فأنت لا تعرفين السر-
لقد اختفيت قبل أن تقومي على قدميك.”