أثارت المُقابلة النادرة، التي أجراها ماجد فَرَج، مُدير مُخابرات السلطة الفلسطينية والشخصية المُقربة من رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، لموقع الإنترنت الأمريكي Defense News، ضجة كبيرة بعد نشرها.
عملت وسائل الإعلام الإسرائيلية كثيرا البارحة على اقتباس مقاطع من مُقابلة فَرَج؛ الذي طرحت الكثير من الصحف اسمه كمُرشح بارز لخلافة عباس. وقد ركّزت غالبية الصحف على أقوال فَرَج التي جاءت في نهاية المُقابلة وتحدثت عن التعاون بين قوات الأمن الإسرائيلية والفلسطينية، وتصريحه المُتعلق بإحباط الأجهزة الأمنية الفلسطينية أكثر من 200 عملية خُطط لتنفيذها ضد إسرائيليين، وبمُصادرة أسلحة وتوقيف أكثر من 100 فلسطيني.
عُرضت مُقابلة فَرَج أيضًا مساء البارحة في نشرات الأخبار المركزية وأيضًا تم التركيز على أقواله إن “الدولة الإسلامية (داعش) هي عدو مُشترك للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، وكذلك قوله إن الفلسطينيين اليوم “على مُفترق طُرق” ولن يكون لهم لا حول ولا قوة “إن استمر الإسرائيليون بالنهج الذي ينتهجونه اليوم”.
وتحدثت وسائل الإعلام الفلسطينية أيضا عن مُقابلة فَرَج، التي حصدت الكثير من التحليلات، غالبيتها تتعلق بنيته للتأسيس ليكون خلفًا مُحتملاً لأبو مازن. إلا أن مُقابلة فَرَج أدت إلى ظاهرة مُلفتة: بينما تحدثت المواقع الإخبارية المحسوبة على حركة حماس (مثل “المركز الفلسطيني للأعلام”) أساسًا، مثلما تحدثت إسرائيل، عن حديث فَرَج حول إحباط العمليات ضد إسرائيل، وحولت ذلك ضده قائلة إنه يُخرّب “المُقاومة” الفلسطينية، ادعت المواقع المحسوبة على حركة فتح مثل “دنيا الوطن” بأنها تعرض “الترجمة الكاملة” لأقوال فَرَج لكنها قامت بشطب الفقرة المُتعلقة بعمليات التوقيف وإحباط العمليات شطبا كاملا، الأمر الذي قد يُظهره بصورة سلبية في أعين الفلسطينيين.
عرضت وكالة الأنباء الفلسطينية الرئيسية “معًا”، التي تُعتبر مُقربة من الرئيس عباس، أقوال فَرَج تمامًا كما جاءت في المُقابلة الأصلية؛ باللغة الإنكليزية، غير أنها ركّزت في العناوين على مواضيع أُخرى طرحها فَرَج مثل احتمال انهيار السلطة الفلسطينية وقدوم داعش.
نجد في بعض الحالات أن الفجوات بتغطية وسائل الإعلام المُختلفة كبيرة جدًا لدرجة أنها تجعلنا نعتقد أن هناك مُقابلتين مُختلفتين أجراهما فَرَج. هذه الفجوات يُمكنها أن تُفسر تماما مسألة اختيار فَرَج، طوال كل تلك السنوات، عدم إجراء مُقابلات مع وسائل الإعلام، حيث يُمكن أن يتم تحريف أقواله والتلاعب بها بما يخدم مصلحة المُنتِج.