انشق موشيه كحلون عن حزب “ليكود” عام 2012، ليقيم قبيل الانتخابات القريبة حزبا جديدا اسمه “كولانو”(معا)، ومنذ أن أطلق حملته الانتخابية، تلتفت العيون كلها إلى كحلون الذي يُعد، أخذا بالاعتبار استطلاعات الرأي الأخيرة الخاصة بالانتخابات، السياسي الوحيد الذي يصدقه الشعب الإسرائيلي حينما يتحدث عن تغيير اجتماعي واقتصادي في إسرائيل.
وقد دقت الساعة من ناحية كحلون الذي تنحى جانبا قرابة عامين، بعيدا عن الأضواء، لكي يبني البنية التحتية لحزبه الجديد. واستطاع كحلون أن يجند إلى حزبه الجديد أسماء لامعة في إسرائيل أبرزها: الجنرال المتقاعد يوآف غالانت، والسفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة في السابق، مايكل أورن. وتتنبّأ استطلاعات أخيرة في إسرائيل أن يحصل حزب كحلون على 10 مقاعد على الأقل. تعرفوا إلى “روبين هود” الإسرائيلي:
من مصلحة صغيرة إلى الكنيست
يقول كحلون أينما يذهب ليخاطب الإسرائيليين إنه جاء من الطبقة الضعيفة في إسرائيل، فقد قدم والداه من طرابلس ليبيا، وترعرع في عائلة تحتوي على 7 أفراد في ميدنة الخضيرة. واليوم هو متزوج وله 3 أولاد ويعيش في حيفا.
وكان كحلون صاحب مصلحة صغيرة في حيفا قبل أن يبدأ مسيرته السياسية.
وهذه البداية المتواضعة تجعل كحلون مرشحا من الشعب وما يقوله عن “معرفته” لعناء الفقراء يتسم بمصداقية كبيرة لأنه ذاق مر العيش مثلهم.
وانتقل كحلون في نهايات الثمانينيات إلى السياسة القطرية، بعد أن شغل مناصب سياسية في بلدية حيفا، حيث انتخب عام 2003 للمرة الأولى للكنسيت الإسرائيلي عن حزب ليكود.
كحلون يتصدى لملوك المال
يتمتع كحلون، الذي يشكل جزءًا من “الجيل الجديد” من السياسيين في إسرائيل، بشعبية كبيرة في أوساط الناخبين الإسرائيليين، وهو واحد من القلائل الذين نجحوا في تحقيق نتيجة تعود بالنفع على المواطنين كافة في حكومة نتنياهو السابقة، عندما فتح أبواب السوق الخلوية على المنافسة مما أدى إلى هبوط كبير في أسعار الخدمات للمواطنين.
ولا ينسى الإسرائيليون معروف كحلون الذي تصدى لملوك المال في إسرائيل، محاربا احتكار الأموال والغلاء الفاحش الذي انتهجته الشرك الإسرائيلية الكبرى. ويشدد كحلون اليوم في معركته الانتخابية على أنه يطمح ليكون وزير الاقتصاد في إسرائيل، وهو من القلائل الذي يتمتع برصيد كبير لدى الشعب الإسرائيلي. ومن إنجازاته البارزة في المجال الاقتصادي تعديل قانون البنوك في إسرائيل الذي نظّم الرقابة على العمولة المصرفية.
يتوق إلى “ليكود جديد”
يصف كحلون منظوره السياسي قائلا “نحن بحاجة إلى إطار سياسي جديد يضم أشخاصا نزيهين، عاقدي العزم على خدمة الشعب وليس خدمة القوة. هذا هو النموذج الذي أنوي على عرضه قريبا”.
وفي طرحه لمنظوره الجديد يوجه كحلون نقدًا لاذعًا للحزب الحاكم برئاسة نتنياهو قائلا: “الليكود الذي آمنت به كان ليكود مناحيم بيغن، الذي تنبى خطّا اجتماعيًا يتمثل في تقليص الفجوات ودعم المستضعفين، وكان أيضًا براغماتيًا، وعرف كيف يصنع السلام عند الحاجة”. ووفقًا لكحلون، غيّر حزب ليكود في عهد نتنياهو في وجهته وقام كذلك اليمين المتطرف بالسيطرة على مؤسسات الحزب.
ومما لا شك فيه أن البيئة المحيطة بنتنياهو تشعر بتهديد كحلون لهم، حيث أن كحلون يمكنه أن يشكل بديلاً لناخبي الليكود التقليديين، الذين يشعرون بأن نتنياهو يضر بالضعفاء في إسرائيل، وذلك في ظل غياب مرشح آخر يمكنه أن يشكل تحديًا له.
ثمة مسألة أخرى تتعلق بمنشأ كحلون الشرقي الذي يمكن أن يجتذب العديد من الناخبين ذوي الأصول الشرقية والذين يشعرون بأن ليس لديهم التمثيل الكافي في الحزب الحاكم.