“بدايةَ، ليست صفحة الفيس بوك الخاصة بك بالعبرية إطلاقًا”، أخبرتُه. “كيف يمكن أن تثير اهتمام القرّاء، المحررين، الصحفيين، والمذيعين التلفزيونيين بمواقفك وتصريحاتك إذا كان كل شيء بالعربية؟”
بلا ريب، من المؤسف أنّ الشعب في إسرائيل لا يعرف اللغة العربية ولا يستطيع قراءتها، وكصحفية، يؤسفني ذلك أكثر من الجميع. ولكن، ما دام الوضع كذلك، وإذا أردنا إثارة موضوع إخباري في الإعلام (وبالتالي بين الجمهور عامّةً)، فلا بديل عن إدارة صفحة فيس بوك بالعبرية.
يتبين من التدقيق أنّ عددًا قليلًا فقط من أعضاء الكنيست عن أحزاب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، القائمة الموحدة – العربية للتغيير، والتجمع الوطني الديمقراطي لديهم صفحات فيس بوك بالعبرية. في صفحة النائب عفو إغبارية (الجبهة) على فيس بوك، ثمة القليل من التحديثات بالعبرية. بالتباين، فإنّ صفحة النائب دوف حنين (الجبهة) على فيس بوك تكاد تكون بالعبرية فقط. أمّا الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة نفسُها، فلها صفحتان رسميتان: واحدة بالعبرية، والأخرى بالعربية. إذًا، ثمة فصل، وذلك لدى الحزب الذي يرفع شعار الحياة المشتركة العربية – اليهودية تحديدًا. قد يكون هذا من قبيل الصدفة، لكنّ الجدول الزمني للصفحتَين أيضًا مختلف. بالعربية، يعبّر الحزب عن موقف معارض للهجوم على سوريا. بالعبرية، يظهر الإعلان المعروف: “العرب واليهود يرفضون أن يكونوا أعداء”.
أمّا الصفحة الأكثر شعبية، وهي صفحة النائب أحمد الطيبي، التي لديها أكثر من 69 ألف معجب، فمختلَطة: معظم الحالات بالعربية، لكنّ العبرية تظهر بين الحين والآخر. وتضمّ بعض تحديثات الحالات اللغتَين معًا. من تصفّح سريع لما يجري على صفحته، يتبيّن أنّ الطيبي لا يحظر ذمًّا وشتائم قاسية من الجمهور (بالعبرية).
أمّا صفحة الفيس بوك الخاصة بالنائب حنين زعبي (التجمع)، المرشحة اليوم لرئاسة بلدية الناصرة، والتي تحظى بشعبية نسبيًّا (مع 28 ألف إعجاب)، فتظهر باللغة العربية حصرًا. لا يمكن لمن لا ينطق بالعربية أن يقرأ ما يُكتَب.
كذلك لا يتكبّد معظم أعضاء الكنيست اليهود عناء نشر ما يُطرح في صفحاتهم على الفيس بوك باللغة العربية (عدا رئيس الحكومة، الذي لديه صفحة خاصة موجّهة بالعربية، (لكنّ لديه موازنة خاصة لذلك). وأحد الاستثنائيين هو النائب حيليك بار، الذي لديه صفحة (ليست شعبية كثيرًا، لكنها موجودة) بالعربية.
هل من العملي الدمج بين العبرية والعربية في صفحة واحدة؟
يقول عضو الكنيست عيساوي فريج (ميرتس) الذي يحتفظ بصفحتَي فيس بوك نشيطتَين إنّ الفصل مريح أكثر. فحسب تعبيره، من المريح أكثر للمتصفحين أن يقرؤوا الصفحة بالعبرية بشكل منفصل عن الصفحة بالعربية. “العربي واليهودي على حدٍّ سواء يفضّلان أن يريا ما هو مكتوب، كلٌّ بلغته”.
وماذا بالنسبة لافتتاح صفحة على الفيس بوك بالعبرية لأعضاء الكنيست العرب؟ قلتُ لعضو كنيست، تحدث إليّ في هذا الشأن (لكنه رفض نشر اسمه)، أنّ من المفيد له أن يعمل على هذا الأمر. إذا ظهرت المنشورات والحالات بالعبرية، سيكون ممكنًا مشاركتها، وتضمين ما يكتبه في النقاش العام على الفيس بوك بالعبرية. ما دامت الأمور بالعربية فقط، فسيكون صعبًا خوض نقاش. ودون نِقاش، كيف يمكن تعزيز مسائل اجتماعية؟