تعرض يوسي بورنشاطين، رجل الأعمال الإسرائيلي المقدسي، إلى مصيبة قبل عامين. توفي ابنه حديث الولادة في المستشفى بعد عدة أيام من ولادته. ولكن ما حدث بعد الوفاة كان سيئا أيضا، لهذا قدّم الوالد الآن شكوى ضد شركة دفن الموتى لدفع تعويضات حجمها نحو مليون دولار.
“أردت أن يدفن جثمان ابني في قبر لأكون قادرا على زيارته”، قال بورنشطاين، وأضاف: “اتصلت بشركة دفن الموتى لدفنه. فقيل لي إنه ليست هناك مشكلة. عندما وصلت أجتزت دربا من المعاناة كانت سيئة تماما مثلما مررت به عند وفاة ابني”.
عندما وصل الأب إلى المقبرة، رفض العاملون فيها دفن جثمان ابنه وحده مدعين أن الأطفال حديثي الولادة يدفنون في مقبرة جماعية. “فكرت أنني أحلم”، يستذكر بورنشطاين، “وفي هذا الوقت كنت أحمل جثمان ابني وهو مغطى ببطانية”.
وفق النظم الإدارية الخاصة بشركة دفن الموتى اليهودية، فإن الطفل الذي يموت خلال الثلاثين يوما الأولى من ولادته يُدفن دون تدخل الوالدين.
من جهة أخرى، تعارض الأنظمة الإدارية الخاصة بوزراة الصحة هذه الأنظمة. وفق وزارة الصحة، فإن الطفل الذي يولد سليما يجب دفنه في قبر عادي.
“يدفن كل جنين أو طفل في مكان منفرد، ويشار إلى منطقة الدفن ليتم التعرف على مكان دفنهما”. ولكن لم يحدث هذا مع ابن بورنشطاين. وثق الوالد في مقطع فيديو المكالمة التي أجراها مع ممثل شركة الدفن عندما وصل إلى المقبرة وهو يحمل جثمان ابنه.
بعد مفاوضات بين الأب وشركة الدفن في المقبرة، نجح الطرفان في التوصل إلى اتفاق يُسمح للوالد بموجبه بتلقي مكان لدفن ابنه، ولكن شريطة ألا يشارك في مراسم الدفن. وافق الوالد على ذلك، ولكن في اليوم التالي تلقى مكالمة هاتفية جاء فيها وفق أقواله أن شركة الدفن ألغت اقتراحها.
“اتصل بي عاملو دفن الموتى وطلبوا أن أصل فورا لكي آخذ جثمان ابني”، وفق أقواله. كان الكرتون ما زال موجودا على ذات المقعد في المكتب الذي وضعه فيه قبل يوم. صُدمتُ، وأخذت جثمان ابني ووضعته في السيارة، شغلت المكيّف لأحافظ على الجثمان باردا”.
“أن يتجول والد وهو يحمل كرتونا فيه جثمان ابنه، هذا أمر مهول”، قال مسؤول في قوات الإنقاذ الذي ساعد الوالد المسكين على العثور على مكان لدفن ابنه. في النهاية، وافقت شركة دفن يهودية يمنية على دفن الطفل. كان الوالد الحزين فرحا لأنه عثر في النهاية على مكان لدفن ابنه، ولكنه قرر تقديم شكوى ضد شركة الدفن الأولى التي تسببت له بمعاناة، وتدور شكوى في هذه الأيام في أروقة المحكمة.