في وسط الصحراء الجنوبية في إسرائيل، في النقب، أقيمت هذا الأسبوع مدينة رائعة لخمسة أيام فقط. وقد أقيمت بشكل خاصّ للمحتفلين بمهرجان “ميدبيرن”، وهو أحد الأحداث الكبرى من نوعها في العالم.
جذب هذا المهرجان الصحراوي إليه هذا العام 8,400 مشارك من البلاد والخارج. من بين أماكن الجذب الاستثنائية التي قدمها للمحتفلين: الرقص حول مشاعل النار، الاتصال بالطبيعة والأرض وما لا يحصى من الورشات للتأمل في النفس والاتصال بكونية العالم. خلف الروح الحرة يختبئ جمهور ذو أيديولوجيّة متماسكة تشتمل على مهندسين، محامين وأطباء.
“ميدبيرن”، هو النسخة الإسرائيلية لمهرجان “الرجل المحترق” (Burning Man) في نيفادا في الولايات المتحدة، حيث تقام هناك كل عام مدينة الصخرة السوداء، والتي تتحول على مدى ثمانية أيام إلى منصة ضخمة للفنّ والتعبير الذاتي المتطرف. يشارك 50 ألف شخص في الحدث الأمريكي كل صيف من جميع أرجاء العالم والآن يُحتفل بعيده الثلاثين عاما.
أنتجت المهرجان جمعية “ميدبيرن”، وقد حضر مهرجان ميدبيرن الأول، الذي أجري قبل ثلاث سنوات، 2,600 شخص. وفي المهرجان الذي تلاه شارك 6,800 مشارك وقفز الرقم هذا العام إلى 8,400. خلال ثلاث سنوات أصبح حدث “ميدبرين” الثالث في حجمه في العالم، بعد مهرجان نيفادا ومهرجان جنوب أفريقيا، وبدأ يجذب إليه أيضًا السياحة الأجنبية. شارك في المهرجان هذا الأسبوع 800 مشارك من خارج البلاد.
كما في المهرجان الأمريكي، هناك أيضًا يُجري كل حدث متطوعون ويتقاضى المزودون والمقاولون أجرا فقط. حتى العمل على المنشآت الفنية يتم تطوّعا أيضا. تكلف المشاركة في الحدث مئات الشواقل والتي خُصصت لتغطية نفقات الإنتاج الخارجية ويدفع الجميع، بما في ذلك المتطوّعون الذين شاركوا في إقامة المدينة والمقيمين في المكان.
إن الإسرائيليين الذين يزورون هذا المهرجان السنوي متنوعون بدءًا من الشباب الذين سُرّحوا للتوّ من الجيش، الطلاب الجامعيين، العاطلين عن العمل، رجال الأعمال الكبار في السوق، المحامين، العاملين في التكنولوجيا الفائقة، وصولا إلى الموظفين من الطبقة الوسطى. وهناك عيادة في منطقة المهرجان تُدار بالتطوّع من قبل مديري الأقسام وأطباء كبار.