انطلقت في مدينة إيلات، يوم الخميس، نشاطات المؤتمر غير الرسمي لحزب “ليكود”، الحزب الحاكم في إسرائيل، على خلفية التحقيقات مع زعيم الحزب ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، والتقارير عن توجيه لائحة اتهام ضده، وفي ظل استعدادات الحزب لخوض الانتخابات المبكرة، المقرر عقدها في ال9 نسيان/ أبريل.
وبالرغم من الطابع الترفيهي للمؤتمر الذي يستغرق 3 أيام في المدينة السياحية في جنوب إسرائيل، ويضم محاضرات وعروض موسيقية، يستقطب هذا المهرجان اهتمام الإعلام بسبب التطورات السياسية التي تحدث فيه وتدل على اتجاه حزب الليكود في القريب.
فعدا عن الوجوه الجديدة التي تظهر في المؤتمر وتبرز فيما بعد في الحزب، تجري العادة أن يُعقد في المؤتمر استطلاع داخلي لقائمة المرشحين الذين سيخضون الانتخابات، وعادة يتنبأ الاستطلاع بالسياسيين الأكثر شعبية في الحزب قبيل الانتخابات. ولهذه النتائج أهمية كبرى، لا سيما أن الليكود يستعد لخوض انتخابات داخلية في القريب.
“بيبي الملك”
واتسمت أجواء المهرجان الليكودي هذا العام بالثقة التامة بالفوز بالانتخابات وبالولاء الأعمى لزعيم الحزب، رغم التحقيقات ضده. فبعد أن أعرب سياسيو الليكود الذين حجوا إلى المؤتمر الهام جدا بالنسبة لمستقبلهم السياسي، وحدا تلو الأخر، ولاءهم لبنيامين نتنياهو، أعلن هؤلاء أن الحزب مصمم على الفوز ب40 مقعدا في الكنيست الإسرائيلي.
وخصص الليكوديون البارزون، ميري ريغيف، وتساحي هنتغبي، ويسرائيل كاتس خطاباتهم لمهاجمة الأحزاب الإسرائيلية المنافسة لليكود، وعلى رأسهم “حزب العمل” و “يش عتيد”، ثم انتقلوا للتعبير عن دعمهم الكامل لنتنياهو. “اليمين لن يحكم في إسرائيل من دون نتنياهو” كانت الرسالة. ولم ينس هؤلاء انتقاد سلطات القانون في إسرائيل ولومها بأنها تحالفت مع اليسار من أجل التخلص من نتنياهو بطريقة غير ديموقراطية.
وكانت المفاجأة أن النائب أورن حزان، النائب الليكودي المثير للجدل، كان الصوت العاقل في الحفل، فقد حذّر حزان من حالة انتشاء تسود الحزب أن نصر الليكود في الانتخابات مؤكد، وقال حزان: “هذا شعور خطير. يجب أن نبقى يقظين ونقاتل بقوة من أجل الحفاظ على الحكم”.
والملفت هذا العام في اجتماع الليكوديين ومناصريهم هو أن الاستطلاع الداخلي ضم سؤالا يتعلق بالتحقيقات ضد نتنياهو “هل على نتنياهو الاستقالة في حال قدمت ضده لائحة اتهام؟” . ولا شك أن نتنياهو ورجاله وراء هذا السؤال وهدفهم جس النبض بالنسبة لموقف منتسبي الليكود من احتمال تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو من قبل المستشار القضائي للحكومة وكذلك لفحص مدى تأثير رسائل نتنياهو بالنسبة للتحقيقات.
يذكر أن المؤتمر الذي يحمل اسم “الليكوديادا” تعرض لانتقاد شديد في العام الماضي من قبل مراقب الدولة الذي فرض غرامة مالية قاسية على المؤتمر بعد أن اتضح أن المهرجان يخدم الحزب على نحو غير شرعي.
فطالب المراقب منظمي المؤتمر بتغيير اسمه المشتق من اسم الحزب، فاختار هؤلاء اسم “ليئوميادا”، بعد أن اقترح بعضهم تسمية المهرجان على اسم نتنياهو، ونشروا استعدادا للاحتفال لافتة تحمل اسم “بيبيادا” (احتفال بيبي)، لكن الاقتراح لم يكن موفقا.