إن ظهور العبارة “سلام مع إسرائيل” بشكل بارز في عنوان مقال منشور في موقع إخباري عربي، ليس أمرا عاديا. ففي مقال رأي مباشر ولاذع نُشر في موقع “الرياض” الإخباري تحت عنوان: “قمة الظهران… سلام مع إسرائيل ومواجهة إيران” جاء أن أفضل نتيجة لقمة الظهران في مدينة الظهران السعودية هي اتخاذ قرار لصنع السلام الشامل بما في ذلك مع إسرائيل.
كتب د. أحمد الجميعة الذي يعرض نفسه في صفحته على الفيس بوك بصفته: “أستاذ الصحافة في كلية الإعلام والاتصال وكاتب صحافي” المقال. لا يعتبر موقع “الرياض” موقعا هاما مثل المواقع المنافسة المركزية الأخرى في وسائل الإعلام العربية، ولكن رغم هذا يتابعه نحو 5 ملايين متابع في تويتر وهو يعتبر موقعا مشهورا. كتب دكتور جميعة في مقال حول قمة الظهران أن: “على العرب أن يدركوا أن إيران أخطر عليهم من إسرائيل، وتحديداً الأيديولوجيا التي تحملها في طريق التمدد والهيمنة والنفوذ، والشواهد على ذلك كثيرة، حيث جعلت من شعار الموت لإسرائيل وسيلة لتبرير منطلقاتها الفكرية، وممارساتها القمعية، وفرزها الطائفي، وتجنيد خلاياها لتنفيذ مشروعها الكبير”<
وأضاف: “اليوم لا خيار أمام العرب سوى المصالحة مع إسرائيل، وتوقيع اتفاقية سلام شاملة، والتفرغ لمواجهة المشروع الإيراني في المنطقة، وبرنامجها النووي، ووضع حد لتدخلاتها في الشؤون العربية، وهو خيار لا يقبل أي تبرير أو تأخير، أو حتى مساومات ومزايدات على القضية الفلسطينية؛ لأن إيران تشكّل تهديداً مباشراً على الكل”<
وادعى في النهاية أن: “قمة الظهران لن تخرج إلاّ بقرار تاريخي.. السلام مع إسرائيل ومواجهة مشروع إيران الطائفي؛ لأن النتيجة من يرفض السلام يخدم إيران، وعليه أن يتحمّل تبعات قراره.”
يبدو أن هذا المقال الهام لم يُنشر صدفة في هذا الوقت تحديدًا. إحدى الرسائل غير المباشرة التي يحاول المقال نقلها هي نقل رسالة إلى أبو مازن والقيادة الفلسطينية قُبَيل نشر برنامج السلام الذي وضعه ترامب. يتلقى أبو مازن إشارات توضح أن السعوديين يدعمون برنامج السلام هذا سرا، ويتوقعون من الفلسطينيين أن يقبلوه أيضا. في حال عارضه الفلسطينيون ورفضوا صنع السلام مع إسرائيل فسيكونون المذنبين الوحيدين ولن تقف السعودية إلى جنبهم تلقائيا كما دعمتهم في الماضي، وهذا ما تسعى إلى توضيح دول الخليج.