إحدى الكتائب المهمة التي شاركت في العملية العسكرية في قطاع غزة هي كتيبة الاحتياط التابعة لكتيبة الاستطلاع الصحراوي، والتي تتكوّن بشكل أساسيّ من ضباط ومقاتلين بدو مسلمين ومسيحيين من الشمال. ورغم أنّ بعض مقاتليها لم يعلموا ما هو “الأمر 8″ (استدعاء الطوارئ للاحتياط في الجيش الإسرائيلي) حين تلقّوه لأول مرة خلال عيد الفطر، ولكنّ استجاب جميعهم دون استثناء للدعوة.
تم تأسيس تلك الكتيبة الاحتياطية لكتيبة الاستطلاع الصحراوي قبل أربع سنوات وتخدم فيها نخبة رائعة من المقاتلين”. يشرح قائد تلك الكتيبة الاحتياطية ومؤسسها، الرائد يوني يتسحاق، قائلا: “اخترنا المقاتلين الأفضل من بين مئات. هناك قائمة انتظار لأنّه ليست هناك ملاكات لاستيعابهم”.
ويضيف الرائد يتسحاق عن المشاكل التي يواجهها مرتدو الزي العسكري العرب: “أحد أفضل جنودي من وادي عارة. إنّه يخرج دون أن يرتدي زيًّا عسكريًّا لأنّ التجوّل في وادي عارة بالزي العسكري ليس أمرًا مريحًا، وخصوصًا في هذه الفترة”.
وُضعت كتيبة الاحتياط في إحدى البلدات الأكثر تهديدًا. “امتثل جميعهم للأمر 8″، كما يقول قائد الكتيبة، المقدم زاهي رحال. “هم مقاتلون من جميع الطوائف. يتواجدون في الجبهة الأكثر سخونة وتعقيدًا في الجيش الإسرائيلي، ويعرفونها أفضل من الجميع. إنّهم مقاتلون حقيقيون. لم يحتفل الكثير منهم بالعيد، ولكنهم يفهمون لماذا. حتى أنهم لم يطلبوا الخروج إلى المنزل.
كانت كتيبة الاستطلاع الصحراوي في كل الأحداث الاستراتيجية الأكبر في منطقة القطاع وتجهّزت للأحداث قبل عملية “الجرف الصامد”. اجتزنا في العملية الجدار وكنّا في الداخل. قمنا بالدفاع وأيضًا بالهجوم، وتمكّنّا من إحباط هجمات إرهابية كانت مخصصة للتنفيذ من نفقين.
أحد الجنود، حسين سعيدة، تحدّث عن الخدمة العسكرية وعن الأمر 8 قائلا: “تطوّعت لثلاث سنوات في سنّ 18 للجيش، وبعد ذلك للاحتياط، حتى بدأت عملية “الجرف الصامد”. اتصلوا بي وقالوا لي: أنت مجنّد وفق الأمر 8. ارتديت ملابسي العسكرية وأتيت مسرعًا إلى هنا.
ويضيف: “جئت من قرية فيها الكثير من أبناء الأسرة ممن يخدمون في الجيش وفتيات يخدمن في الخدمة الوطنية. الاشتياق للأهل هو الأمر الوحيد الذي يضايق. ولكن من الواجب علينا الالتزام بذلك”.