انتهت العلاقات القريبة، التي دامت عشرين عاما، بين رئيس الحكومة نتنياهو ومستشاره المخلص، مدير عامّ وزارة الاتّصالات، شلومو فيلبر، بعاصفة. في الأيام الماضية، اعتُقِل فيلبر وخضع للتحقيق في الشرطة في قضية جديدة تدعى “ملف 4000″، تتمحور حول شبهات الفساد المتورط فيها نتنياهو ومستشاره السابق. بعد تحقيق سادت فيه أجواء من التوتر ودام عدة أيام، قرر فيلبر، كاتم أسرار رئيس الحكومة نتنياهو، التوقيع على اتفاق “شاهد ملك” وتجريمه.
منذ سنوات، هناك علاقات قريبة بين نتنياهو وفيلبر، عُيّن خلالها فيلبر في مناصب جماهيرية رفيعة المستوى، مثل منصب رئيس مجلس إدارة قطار إسرائيل، ورئيس مقر الانتخابات التابع لحزب الليكود في انتخابات 2015، وقد تعززت العلاقة بينهما بعد الانتخابات أكثر فأكثر. بعد أن فاز نتنياهو في الانتخابات، عُين فيلبر مدير عامّ وزارة الاتصالات، ويتمحور التحقيق في “ملف 4000” حول عمله فيها. في إطار اتفاق “شاهد الملك”، من المتوقع أن يشهد فيلبر على العلاقات المتبادلة بين المقربين من نتنياهو وبين كبار المسؤولين في شركات الاتّصالات الإسرائيلية، وعلى وجود احتمال أن يكون نتنياهو وعائلته قد حظوا بتغطية إيجابية ومتحيزة مقابل دفع المصالح الاقتصادية لهذه الشركات قدما.

تعتقد إسرائيل أن اتفاق “شاهد الملك” الذي وقع عليه فيلبر هو هزة أرضية حقيقية. يشير محللون كثيرون، ومن بينهم محللون يمينيون يعربون غالبا عن تفاؤلهم وتشجيعهم لنتنياهو، إلى أن شهادة فيلبر قد تؤدي إلى نهاية ولاية نتنياهو. وبدأت تسمع أصوات في حزب الليكود تناشد نتنياهو بالتراجع والسماح لزعيم آخر بقيادة الحزب حتى اسيتضاح الأمور. مثلا، اليوم صباحا، ناشد عضو الكنيست، أورن حزان، نتنياهو إلى الإعلان عن “حالة تعذر”: “على الحكومة أن تختار عضوا من أعضاء الليكود ليعمل نيابة عن نتنياهو. هناك أعضاء آخرون في الليكود يفكرون مثلي ولكن لا يتكلمون. أبلغتُ نتنياهو في الماضي أن الليكود يحضر لتشكيل حكومة بديلة. أعتقد أن هذا هو الحال اليوم أيضا”، قال حزان.
نشر نتنياهو مقطع فيديو داحضا الادعاءات ضده وقائلا: “منذ اليومين الماضيين، بدأنا نشهد أعمال فوضى وشغب. إنهم يعرضون ادعاءين كاذبين، كجزء من مطاردتي ومطاردة عائلتي المستمرة منذ سنوات. يلفقون تهما جديدة كل ساعتين. يستدعون مقربين، يجرون معهم تحقيقا، وبعد التحقيق مع كل مقرّب يُسمع وابل من التسريبات الكاذبة”.
في ظل تقدّم التحقيقات، تقدّر أحزاب المعارضة الإسرائيلية أن الانتخابات لرئاسة الحكومة باتت قريبة، وبدأت تستعد لليوم ما بعد نتنياهو. كتب رئيس حزب المعارضة “المعسكر الصهيوني”، آفي غباي، في رسالة عرضها على أعضاء الكنيست من حزبه: “انتهى عهد نتنياهو، لهذا علينا الاستعداد للانتخابات القريبة. بدأ ينهار “البيت المصنوع من الورق” الإجرامي الذي بناه رئيس الحكومة في السنوات الماضية على رأسه ورأس المقربين منه”. حاليا، تتجه الأنظار إلى أحزاب الائتلاف في حكومة نتنياهو، وينتظر جميعها لمعرفة كيف سيكون رد فعل وزير المالية، موشيه كحلون، ووزير التربية، نفتالي بينيت.