نُشر أنّ شيلدون أديلسون، أحد أصحاب المليارات الكبار في الولايات المتحدة والمقرب من نتنياهو أيضًا، من بين الجهات الأمريكية التي تحاول تنسيق زيارة دونالد ترامب إلى إسرائيل في أسرع وقت ممكن. قال ترامب في الأسبوع الماضي لصحيفة “إسرائيل اليوم”، التي يملكها أديلسون، إنّه “يعتزم زيارة إسرائيل قريبا”، كجزء من رحلة إلى عدة دول يرغب في القيام بها.
يرغب أديلسون ومقربوه أن يلتقي ترامب بنتنياهو ومساهمين محتملين من أجل تجنيد الأموال له. وليست هذه هي المرة الأولى التي يموّل فيها أديلسون رحلات جوية لسياسيين أمريكيين من الحزب الجمهوري إلى إسرائيل بهدف عقد لقاء بينهم وبين مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية حول قضايا مشتركة لكلا البلدين.
وُلد أديلسون عام 1933، لم يملك والداه شيئا تقريبا، وهما مهاجران يهوديان من أوروبا الشرقية، ولكن منذ ذلك الحين فقد شقّ طريقا طويلا. قُدّرت ثروته بنحو 32 مليار دولار عام 2014، ويأتي معظمها من القمار. فندق The Venetian الذي افتتحه أديلسون في لاس فيغاس في نهاية الثمانينيات هو الفندق الأكثر تكلفة والأكثر ربحية في تاريخ أمريكا، وافتتح أيضا كازينو في جزيرة مكاو في الصين وهو الأكبر في العالم، والذي أعاد لمالكه مبلغ 265 مليون دولار تم استثماره خلال عام فقط.
لا شكّ أن أديلسون يعرف الساحة السياسية الأمريكية جيدا، وهو معروف بدعمه المالي للمرشّحين الجمهوريين المختلفين للرئاسة وللكونغرس الأمريكي ومن بينهم جورج دبليو بوش وميت رميت رومني. استثمر عام 2012 مبلغ 98 مليون دولار من أجل مرشّحين جمهوريين مختلفين للرئاسة وللكونغرس الأمريكي. وقد أعرب مؤخرا عن نيّته التبرع بـ 100 مليون دولار لحملة ترامب الانتخابية من أجل مساعدته في الفوز في الانتخابات.
ليس من المفهوم ضمنا أن يزور ترامب قريبا إسرائيل. في كانون الأول الماضي فقط ألغى ترامب زيارة مخطط لها إلى إسرائيل بعد أن انتقد نتنياهو اقتراحه لمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة بشكل مؤقت. ولكن منذ ذلك الحين ألمح ترامب عدة مرات أنّه يعتزم زيارة إسرائيل بعد أن يفوز بلقب رئيس الولايات المتحدة في تشرين الثاني.
لا يتدخل ترامب في الساحة السياسية الأمريكية فحسب، بل في الإسرائيلية أيضًا وأن أديلسون معروف في إسرائيل باعتباره مالك صحيفة “إسرائيل اليوم”، التي أصبحت خلال سنوات قليلة منذ صدورها عام 2007 الصحيفة الأكثر قراءة في إسرائيل. هناك من يعتقد أن هدف الصحيفة الوحيد كان نشر الدعاية لصالح بنيامين نتنياهو، مما أدى إلى انتخابه من جديد عام 2009، وتعزيز حكمه منذ ذلك الحين. ادعى أديلسون نفسه في العديد من الفرص أنّه أسس “إسرائيل اليوم” كي يكسر احتكار صحيفة “يديعوت أحرونوت” التي كانت الأكثر قراءة في إسرائيل، وكانت معادية لنتنياهو.