أدان القاضي العربي البارز في المحكمة المركزية في تل أبيب، خالد كبوب، اليوم الأثنين، رجل الأعمال الأقوى في إسرائيل في السنوات الأخيرة، نوحي دانكنر، كاتبا في قراره، الذي تداولته وسائل الإعلام الكبرى في إسرائيل بغزارة، أن الأدلة تؤكد أن دانكنر تلاعب بالأسهم بهدف خلق انطباع مضلل، مخالفا قواعد النزاهة في التجارة.
وأوضح القاضي في القرار الذي وقع في 480 صفحة، أن “إصدار الأسهم كان مقرونا بتوجه خاص وطلب شخصي من قبل دانكنر”، وأن الهدف في النشاط غير القانوني الذي لجأ إليه دانكنر وشركائه للجريمة، إنقاذ شركة “إي، دي، بي” التي كانت على حافة الانهيار. ودحض القاضي ادعاء الدفاع أن دانكنر أصدر الأسهم بنوايا صادقة، ولم يقتنع أن الاتصال الذي أقامه مع رجال أعمال أقوياء في إسرائيل كان غير ذي صلة بالأسهم..
يُذكر أن دانكنر كان لسنوات طويلة الرجل الأقوى في الاقتصاد الإسرائيلي، قبل أن يفقد السيطرة على شركة “إي، دي، بي”، وقد هيمن على سوق المال في إسرائيل، عبر شركات كبرى كانت بملكه، على رأسها شركة الاتصالات الأضخم في إسرائيل، شركة “سيلكوم”، وقد أصبح شخصية قوية لها وزنها وتأثيرها في الاقتصاد، ما أحاطه بسياسيين كثيرين، وزاد من نفوذه السياسي.
وتعامل الإعلام الإسرائيلي مع خبر إدانة دانكنر على أنه رسالة قوية من القضاء أن القضاة لا يهابون أصحاب الشركات الكبرى في إسرائيل، وأشار الجميع إلى القاضي العربي خالد كبوب بأنه الشخصية البارزة التي تفق وراء هذا التغيير الكبير. واتفق المحللون الاقتصاديون على أن القاضي كبوب، قاضٍ واعد وجدي، ينتظر له مستقبل كبير، حيث يتوقع أن يجلس على كرسي القضاء في محكمة العدل العليا.
من يكون القاضي كبوب؟
ولد كبوب عام 1958 في يافا، ودرس التاريخ والإسلام في جامعة تل أبيب في بداية مشواره، وفي عام 1988 أنهى دراسة الحقوق في جامعة تل أبيب. عمل لمدة 8 سنوات محام مستقل، وفي سبتمبر 1997 عّين قاضيا في محكمة الصلح في ناتنيا. وجاء التعيين مباشرة من القاضي العريق أهرون باراك، حيث شاهد كبوب خلال محكمة دافع فيها عن رجال أعمال عرب، وأعرب عن استيائه من القضاء الإسرائيلي، وجاء عرض باراك على الفور.
وفي عام 2003 عين قاضيا في المحكمة المركزي في تل أبيب. وحصل على لقب الماجستير بالتفوق في مجال القانون التجاري، من جامعة تل أبيب بالتعاون مع جامعة بركلي في كاليفورنيا.
ويترأس القاضي كبوب، في الراهن، القسم التجاري في المحكمة المركزية في تل أبيب، ويدافع في نطاق عمله عن المستثمر الصغير في وجه أصحاب الشرك الكبرى. ورغم أن كبوب لم يملك عند وصوله إلى المحكمة الاقتصادية خلفية قوية في سوق رأس المال المعقدة، إلا أنه استطاع التفوق خلال وقت قصير في المجال، وأصبح يعرف بأنه قاضِ جريء لا يخشى أصحاب الأموال الكبار، وهمه الوحيد هو تحقيق العدل في الاقتصاد الإسرائيلي. ويصف المطلعون على شؤون المحكمة الاقتصادية في تل أبيب كبوب بأنه رجل نزيه، سليط اللسان، يطرق الأمور بصورة مباشرة.