هناك الكثير من المعجبين في إسرائيل بفرقة “مشروع ليلى”، وقد خططوا للسفر إلى عمان خصيصا من أجل عرض لها. ولكن الإلغاء المفاجئ للعرض بمناسبة إصدار ألبوم “ابن الليل” للفرقة قد فاجأهم وخيب أملهم.
غضب المعجبون الكثيرون بفرقة “مشروع ليلى” اللبنانية واحتجوا عندما ألغت السلطات الأردنية بشكل مفاجئ الموافقة الأمنية على دخول أعضاء الفرقة إلى الأردن، قبل أيام قليلة من التاريخ المنتظر وحظروا عليهم أن يقيموا حفلا في الأردن، حيث قد أقاموا فيها سابقا ست حفلات. ولكن ليس المعجبون الأردنيون قد خاب أملهم فحسب، فقد رأى المعجبون الفلسطينيون والإسرائيليون فرصة نادرة لحضور حفل الفرقة.
بدأت عاصفة إلغاء الحفل قبل أربعة أيام من موعده، عندما أوقفت شركة الإنتاج بيع التذاكر وطلبت من المعجبين عدم الاهتمام بالشائعات التي انتشرت حول إقامة الحفل وانتظار بيان رسمي حول الموضوع. بعد مرور يومين ساد فيهما توتر، أعلنت شركة الإنتاج عن إلغاء الحفل. في أعقاب البيان أعلن معجبون عن إقامة مظاهرة ضدّ قرار إلغاء الحفل وضدّ تقييد حرية التعبير، بحسب قولهم. في النهاية تراجعت محافظة عمان والسلطات الأردنية عن الإلغاء قبل يومين من موعد الحفل، ولكن لم يتبق للمنظّمين وقت كاف لتنظيم كل شيء من جديد.
عندما أعلنت الفرقة في صفحتها على فيس بوك في 26 نيسان بأنّه قد حُظر عليها إقامة حفل في عمان، كان واحد من التعليقات الكثيرة هو لمتصفح إسرائيلي اعترف أنّه كان يخطط للسفر حتى عمان من أجل الاستماع إلى الفرقة. “هناك الكثير من المعجبين الإسرائيليين بفرقة مشروع ليلى”، كما كتب، وأضاف أنّ أسباب إلغاء الحفل تؤثر بشكل سيء في انطباع الإسرائيليين حول السلطات الأردنية. في نهاية التعليق أضاف سطرا بالعربية والعبرية: “بحبكن يا أحلى فرقة موسيقية بالعالم العربي، من إسرائيل”.
قبيل الحفل في عمان افتُتحت مناسبة في فيس بوك للمعجبين الذين نظّموا حافلة من حيفا ويافا إلى عمان، تحت عنوان “من فلسطين إلى حفلة مشروع ليلة، عمان 2016″، بل علق مغني الفرقة حامد سنو في صفحة المناسبة وشجع المعجبين الذين خططوا للمجيء إلى الحفل. وقد طلب الكثير من الإسرائيليين من المسافرين للمشاركة في الحفل شراء ألبومات مشروع ليلى، وخصوصا الألبوم الجديد، حيث إنها لا تسوّق في إسرائيل.
وقد حُظر على بعض المعجبين الإسرائيليين اجتياز المعبر الحدودي فعادوا أدراجهم. وذلك بعد أن اتضح للموظفين الأردنيين في المعبر أنّهم ينوون دخول الأردن لحضور حفل مشروع ليلى في عمان فرفضوا السماح بعبورهم، وذلك قبل أن يصدر بيان نهائي حول إلغاء الحفل.
يتم تشغيل أغاني مشروع ليلى بشكل مستمر في الحفلات في نادي “أنا لؤلؤ” في يافا وفي “الديسكو محشي” في تل أبيب، ويستمع الكثير من الإسرائيليين للفرقة ويشجّعونها، حتى أولئك الذين لا يعرفون بشكل عميق عالم الموسيقى العربية.
في المقابل، فإنّ موقف الفرقة السلبي من إسرائيل معروف، وفق ما عبر حامد سنو في مقابلة في البرنامج اللبناني كلام الناس: “أنا فنان إسرائيلي ما بدي اشتغل معه”. وأضاف سنو أنّه لا يرغب أن يكون على تواصل مع الجمهور الإسرائيلي وأن الفرقة لن تقيم حفلا في إسرائيل. كان أحد الردود على المقابلة والتي انتشرت في صفحة الفرقة على فيس بوك هي لمعجب إسرائيلي آخر، والذي أعرب عن خيبة أمله من كلام سنو وكتب للفرقة: “تأكدوا أنّ الأشخاص الذين يحبّونكم ويدعمونكم في إسرائيل لا يدعمون أبدا قمع الفلسطينيين أو أي شخص آخر. على العكس، يتعلم الإسرائيليون الذين يستمعون إلى موسيقاكم عن طريقها اللغة والثقافة العربية، مما يقربنا نحن والفلسطينيون من بعضنا البعض. عن طريق رفض الاعتراف بذلك، فأنتم تدعمون الفجوات بين عامة الناس في إسرائيل، والذين من الواضح أنه ليست هناك علاقة بينهم وبين الحكومة”.