نُشر اليوم (الأحد) إعلان استثنائي باللغة العربية في كل وسيلة نشر تقريبا في إسرائيل، لدهشة المواطنين. يظهر في الإعلان مُتظاهِرون متحمسون وهم يرفعون علم فلسطين، وكُتِب عليه بالعربية ” قريبا سنكون الأغلبية”، دون الترجمة إلى العبريّة. ومَن كان يرغب في معرفة الجملة المكتوبة، كان عليه الاتصال برقم هاتف أو الدخول إلى موقع إنترنت مُعيّن. لذلك أجرى طاقم موقع “المصدر” اتصالا لمعرفة من يقف وراء الإعلان الغريب وأهدافه.
لمزيد الدهشة، فإن المسؤول عن هذا الإعلان هو منظمة لضباط كبار سابقا في المنظومة الأمنية الإسرائيلية، تُدعى “ضباط من أجل أمن إسرائيل”. عند الاتصال برقم الهاتف التابع للمنظمة، يُسمع تسجيل صوتي مُقنع يقول إن “ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية لن يختفوا”، وإنه “إذا لم نبتعد عنهم، فسيكونون جزءا من دولة إسرائيل، وستصبح إسرائيل دولة يهودية وآمنة أقل. ليس هناك خيار آخر أمامنا – علينا الانفصال عن الفلسطينيين الآن”.
تثير حملة دعائية ترهيبية من أجل دفع مسار الانفصال قدما وإقامة دولة فلسطينية منفصلة إلى جانب إسرائيل ردود فعل متباينة في إسرائيل. فقد أثارت الإعلانات غضب الإسرائيليين، وبعد القليل من نشرها نجح المارة الغاضبون في تمزيقها.
وفي شبكات التواصل الاجتماعي حظيت إعلانات الترهيب بسخرية وانتقاد. فكتبت صحفية إسرائيلية ردا على نشر الإعلان في الفيس بوك، “هل نشرتم إعلانات بالعربية لنخاف ونشمئز من العرب؟ أيّ نوع من اليساريين أنتم؟”، ونعت متصفح إسرائيلي في تويتر هذه الإعلانات بصفتها “عنصرية محضة”. ادعى متصفح آخر في تويتر أن أعضاء المنظمة الذين يدعون أنهم ليسوا سياسيين، هم في الحقيقة “جنرالات حزب العمل”. ولخص متصفح آخر ادعاءاته كاتبا: “لا تشكل الإعلانات المشكلة، بل أنتم المشكلة!”
ادعى الأمين العام لحركة “السلام الآن” سابقا، بشكل أساسي، أن “الحملة الدعائية للضباط من أجل أمن إسرائيل استفزازية ولكنها ناجعة. مَن يؤمن أن الصهيونية ليست عنصرية وأن هناك حاجة إلى أكثرية يهودية وليس إلى دولة ثنائية القومية، فعليه أن يدعم هذا التوجه”. رد صحفي من صحيفة “هآرتس” على أقواله متهكما وقائلا “ليس هناك أفضل من إخافة اليهود بكلمات عربية بخط أحمر، إثباتا أن الصهيونية ليست عنصرية”.
تهدف مبادرة “ضباط من أجل أمن إسرائيل” إلى إتمام جدار الفصل بين إسرائيل والضفة الغربية وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي منها. يقترح أعضاء المنظمة في البرنامج الذي يدفعونه قدما واسمه “الأمن أولا”، الالتزام بحل الدولتين – إسرائيل إلى جانب فلسطين، والموافقة على مبادَرة السلام السعودية كأساس للمفاوضات.