أثار استطلاع صغير بين أعضاء هيئة التحرير (يهودًا وعربًا) في مكاتبنا في تل أبيب على خلفية البثّ المباشر للجلسة الافتتاحية للجامعة العربية، ردود الفعل التالية:
“هل يمكن خفض الصوت؟ فهم لا يقولون شيئًا”
“ماذا حدث للسعودي؟ لا يمكن فهم كلمة ممّا يقول. هل يتحدّث العربية؟”
“هل سيستمرّ ذلك وقتا طويلا؟”
“هل الشوارب إلزامية؟”
“مع الأسف القذافي ليس معنا الآن، على الأقل كان هناك أمر مثير للاهتمام كي ننتظره كلّ عام”.
__
يمكنك أن تبتسم بلا نهاية مع “عرض السبعينات” الذي يتم تقديمه كلّ عام تحت رعاية الهيئة التي تزعم أنّها تمثّل دول المنطقة أمام سكّان المنطقة والنظام الجيوسياسي العالمي، ولكن هذا ليس مضحكًا حقّا. وخصوصا إذا كنت، على سبيل المثال، مواطنًا سوريّا.
كان من الممكن الظنّ بأنّ شيئًا ما من روح الربيع العربي الذي كان في السنوات الأخيرة سيسيطر على مقرّ الجامعة العربية في القاهرة، ويؤدّي إلى إحداث بعض التغيير في سلوك هذه الهيئة، أو على الأقل في مسائل المظهر والأسلوب. ولكن الحياة تسير كما هي، ولا يزال هذا النادي الرجولي القديم والمغلق قائمًا ويناقش قضايا المنطقة، كأنّه كتلة واحدة، وليس يتألف من بلدان لدى كل واحد منها تحدّيات خاصة به، ومصالح متضاربة وفي حالات كثيرة: خصومات مريرة مع دول أخرى.
إذن من يهتمّ بهذه القمة، التي أنفقت القنوات الإخبارية في العالم العربي ساعات ثمينة لبثّ جلستها الافتتاحية الكئيبة؟ ما هي مساهمتها للسلام وللاستقرار في المنطقة؟ باسم من تعمل وتتحدّث؟ من هم هؤلاء الزعماء المنفصلين الذين جاؤوا إلى الكويت وفشلوا في اقتراح فكرة إبداعية لأي مشكلة، أو التعاون على ضوء أيّ تحدّ؟
أحيانًا يبدو أنّ هذه الدورة هي مجرّد ذريعة لإثبات تفوّق الإيرانيين، الذين شاهدوا بالتأكيد البثّ الحيّ من الكويت مع ابتسامة على وجوههم. وفي حين أن العرب يتعبون مستمعيهم بخطاب غير واضح، فإنّ الإيرانيين يُملون جدول الأعمال الإقليمي، ضامنين بقاء الأسد في سوريا ومخترقين سور العقوبات.
ومع ذلك، يبدو أنّ هناك مكانًا واحدًا في العالم لا تزال الجامعة العربية تعتبر فيه، بشكل أو بآخر، هيئة مهمّة وذات صلة: إسرائيل.
فوفقًا لاستطلاع أجريَ مؤخّرًا وُجد أنّ 76% من سكان إسرائيل يؤيّدون مبادرة السلام العربية. كل اتفاق سلام يحظى بدعم الجامعة العربية سيحظى بالكثير من التأييد في أوساط الشعب الإسرائيلي، ويبدو أيضًا الفلسطيني.
ويُكثر الزعماء الإسرائيليون الذين يؤيّدون اتفاق السلام مع الفلسطينيين، حتى اليوم، من استخدام حجّة تقول إنّ إسرائيل ستتمتّع بعلاقات مع جميع الدول العربية، إذا ما تمّ توقيع مثل هذا الاتفاق. لقد نجح تهديد الفلسطينيين في دعوة الجامعة العربية لإلغاء مبادرة السلام من عام 2000 (والتي كانت العمل السياسي الحقيقي الأخير الذي قامت به)، في يحفّز اهتمام القدس وواشنطن على حدّ سواء. على أقلّ تقدير.